كتب : دينا كمال
لاجئو السودان على حدود تشاد يواجهون الجوع ونقص المساعدات
على الحدود التشادية السودانية، تتصاعد معاناة الفارين من العنف في دارفور بفعل النقص الحاد في المساعدات الإنسانية داخل مخيمات العبور.
وتتولى نجوى عيسى آدم، وهي لاجئة من الفاشر وصلت في أكتوبر الماضي، إعداد وجبات بسيطة للأطفال الأيتام مستخدمة تبرعات يقدمها لاجئون يقيمون منذ سنوات في بلدة الطينة الحدودية. وتؤكد أن القادمين الجدد لا يجدون أي مصادر للطعام سوى ما يقدمه لهم سكان البلدة.
ويعتمد معظم اللاجئين في الطينة على التكافل فيما بينهم، إذ لا تصل سوى كميات محدودة للغاية من الإغاثة الدولية. وتعمل في المنطقة بضع منظمات فقط، من بينها منظمة أطباء بلا حدود التي تدير عيادة متنقلة تحدّثت عن معاناة ربع الأطفال تقريبًا من سوء تغذية يزداد مع وصول المزيد من العائلات الهاربة من الفاشر.
واستأنف برنامج الأغذية العالمي توزيعًا محدودًا للمساعدات يستهدف الأمهات الحوامل والمرضعات والأطفال دون عامين، بعد أن حوّل جزءًا كبيرًا من موارده لمخيمات أبعد داخل تشاد لتشجيع اللاجئين على الانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا.
وتروي نوال أبو بكر عبد الوهاب، وهي معلمة فرت من الفاشر الشهر الماضي، أنها وصلت إلى الحدود بلا مأوى أو أدوية أو أي ممتلكات شخصية، مكتفية بملابسها التي كانت ترتديها فقط.
وتواجه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فجوة تمويلية ضخمة، إذ لا يتوفر لديها سوى 38% من الميزانية المطلوبة لدعم الأزمة الحالية. وانخفضت المساهمات الدولية، خصوصًا التمويل القادم من الولايات المتحدة، مما أدى إلى تباطؤ عمليات نقل اللاجئين من مخيمات العبور إلى مخيمات داخلية أكثر تجهيزًا.
ولا تحصل الأسر الواصلة حديثًا على خيام أو أي مأوى ثابت، بل تكتفي بمفارش بلاستيكية توفر قدرًا محدودًا من الحماية من الشمس.
ووصل إبراهيم محمد إسحق مع أسرته إلى الحدود في 22 نوفمبر بعد فرارهم من مخيم أبو شوك شمال الفاشر. ويقول إنهم نجوّا بعد مطاردة مسلّحين لهم خلال هروبهم، وشاهد مقتل بعض أفراد عائلته أمام عينيه.
وبعد عبورهم، تلقّت أسرته مستلزمات أساسية مثل أوعية مياه وصابون وأقمشة مشمعة قبل أن تُنقل إلى نقطة عبور أكبر تضم ما بين 1400 و1600 لاجئ ينتظرون ترتيب نقلهم إلى مخيمات داخلية.
ويروي عشرات اللاجئين قصصًا مشابهة عن مواجهات عنيفة خلال هروبهم من السودان وعن الظروف القاسية التي يعيشونها منذ وصولهم إلى الحدود. وتعرض عزيزة مصطفى، البالغة 62 عامًا، صورة لأشعة تكشف رصاصة مستقرة داخل جسدها، مؤكدة أنها تحتاج إلى مبلغ ضخم لإجراء عملية جراحية.
وفي الوقت نفسه، تعيش نورا محمد يحيى، الحامل في شهرها التاسع، مع أطفالها تحت شجرة قرب مركز العبور بعد فرارها قبل ثلاثة أشهر من شمال دارفور، دون طعام أو ملابس أو أي استعدادات لاقتراب موعد ولادتها.


