كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانًا رسميًا عبّرت فيه عن إدانتها الشديدة للأحداث الدامية التي شهدتها منطقة كلوقي بولاية جنوب كردفان، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في هجوم مُسلّح استهدف سكانًا مدنيين في المنطقة خلال الساعات الماضية. وأكّد البيان أن الوزارة تتابع التطورات الميدانية عبر التنسيق مع السلطات المحلية والأجهزة الأمنية للوقوف على ملابسات الاعتداء الذي وصفته بـ“الجريمة الوحشية” التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
وأوضح البيان أن الهجوم جاء في سياق تصاعد الأعمال العدائية في بعض مناطق جنوب كردفان، حيث تشهد الولاية منذ سنوات توترات متقطعة بين جماعات مسلّحة وقوات محلية، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين في أكثر من حادث خلال الفترة الأخيرة. ودعت الخارجية المجتمع الدولي إلى دعم جهود الحكومة السودانية لحماية المدنيين وتعزيز الاستقرار، مشيرة إلى أن استمرار الهجمات يفاقم الوضع الإنساني ويهدد بإشعال موجات جديدة من النزوح الداخلي في الولاية.
وأكدت الوزارة أن السلطات المختصة بدأت بالفعل إجراءات ميدانية للتحقيق في الجريمة وملاحقة المتورطين فيها، مع تشديد الإجراءات الأمنية حول المنطقة لمنع تكرار مثل هذه الهجمات. كما شدّدت على أن الحكومة لن تتهاون في مواجهة كل الأطراف التي تسعى إلى تقويض الأمن أو استخدام العنف لتحقيق مكاسب سياسية أو قبلية.
ولفت البيان إلى أن الهجوم على كلوقي جاء في وقت تعمل فيه الحكومة على تعزيز جهود السلام والتنمية في الولاية عبر خطط لإعادة الإعمار ودعم المجتمعات المحلية، معتبرًا أن استهداف المدنيين يعبّر عن محاولة واضحة لعرقلة المسار السلمي وإعادة إشعال الصراع في مناطق عانت طويلًا من النزاعات.
وعبّرت الخارجية عن تعازيها لأُسر الضحايا وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل، مؤكدة أنّ الدولة ملتزمة بحماية مواطنيها، وأن الاعتداءات المتكررة على المدنيين لن تمر من دون محاسبة. وشددت على ضرورة تضافر الجهود الوطنية والإقليمية لوضع حدّ نهائي للعنف في جنوب كردفان، والعمل على معالجة جذور الصراع التي تغذي التوترات في المنطقة.
وتأتي هذه الجريمة بعد سلسلة من الحوادث التي شهدتها مناطق مختلفة من جنوب كردفان خلال الأشهر الأخيرة، ما أثار قلقًا واسعًا بين السكان المحليين والمنظمات الحقوقية، خصوصًا في ظل استمرار انعدام الأمن وصعوبة وصول الخدمات الأساسية لبعض المناطق النائية. وبينما تستمر التحقيقات لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم، تبقى المنطقة في حالة تأهب وانتظار لخطوات أكثر فاعلية تعيد الطمأنينة للسكان وتضع حدًا لدوامة العنف المتجدد..


