كتب : دينا كمال
سماعات ذكية تعزل الضوضاء وتحول الحديث إلى تجربة خاصة
في الأماكن المزدحمة حيث تختلط أصوات الموسيقى والضجيج وتداخل المحادثات، غالباً ما يصبح التركيز على حديث واحد أمراً صعباً، خصوصاً لدى من يعانون مشكلات في السمع.
لكن فريقاً بحثياً من جامعة واشنطن كشف عن ابتكار جديد قد يغير هذه المعادلة: سماعات مدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على عزل المتحدثين في البيئات الصاخبة وتحويل الحوار إلى صوت واضح وموجّه للمستخدم.
وتتميز هذه السماعات عن الحلول التقليدية التي تتطلب تعديلات يدوية، إذ تعتمد على نظام ذكي يتعرف تلقائياً على المشاركين في المحادثة ويقلل الأصوات الأخرى التي لا تتماشى مع إيقاع تبادل الحديث.
كيف تعمل التقنية؟
يعتمد النظام على نموذجين رئيسيين للذكاء الاصطناعي:
الأول يحلل نمط توقيت الكلام بين المتحدثين.
الثاني يزيل الأصوات غير المهمة ويعيد صوت الشخص المقصود بشكل لحظي.
ويحتاج الجهاز إلى 2–4 ثوانٍ فقط لتحديد أطراف الحوار، ويعمل بفاعلية مع مجموعات يصل عددها إلى أربعة أشخاص دون أي تأخير.
وتم تقديم الابتكار خلال مؤتمر EMNLP في مدينة سوتشو الصينية، كما أتاح الباحثون الكود البرمجي للنظام بشكل مفتوح لدعم التطوير المستقبلي.
خطوة نحو جيل جديد من الأجهزة الذكية
المشرف على المشروع، البروفيسور شايام غولاكوتا، أوضح أن أنظمة العزل الصوتي السابقة اعتمدت في بعض الحالات على أقطاب مزروعة في الدماغ لقياس الانتباه السمعي، وهو ما يعد غير عملي للمستخدمين. وأضاف أن تحليل “إيقاع تبادل الأدوار” في الحوار البشري شكّل مدخلاً أكثر بساطة وكفاءة.
واختبر الباحثون التقنية على 11 مشاركاً، وأظهرت النتائج أن مستوى وضوح الصوت تضاعف أكثر من مرتين. لكنهم أشاروا إلى أن المواقف التي تتضمن مقاطعات مفاجئة أو دخول أشخاص جدد للحوار لا تزال تمثل تحدياً.
كما تم تدريب النماذج على الإنجليزية والماندرينية واليابانية، بينما قد تحتاج لغات أخرى إلى تطوير إضافي.
جهاز صغير بقدرات كبيرة
النموذج الحالي يستخدم سماعات رأس تجارية ودارات بسيطة، إلا أن الفريق أكد أن التكنولوجيا ستتقلص خلال الفترة المقبلة لتناسب سماعات الأذن والمعينات السمعية.
وفي دراسة أخرى، أثبت الباحثون إمكانية تشغيل هذه النماذج على رقائق صغيرة تستخدم عادة في الأجهزة السمعية التقليدية، مما يفتح الباب أمام جيل جديد من الأجهزة القادرة على فهم نية المستخدم والتفاعل معها تلقائياً.
وبذلك، تمثل التقنية خطوة مهمة نحو تحويل أكثر البيئات إزعاجاً إلى تجربة صوتية نقية وواضحة.


