كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
مع التقدّم في العمر — وغالبًا عند منتصف العمر وما بعده — تبدأ العظام في الجسم بالتغيّر: كتلة العظام تقل تدريجيًا، وتضعف بنيتها الداخلية، ما يجعلها أقل قدرة على التحمّل وأكثر عرضة للكسور.
وكما يذكر كثير من الأطباء، هذه الحالة التي تُعرف هشاشة العظام (osteoporosis) هي “خطر صامت” — أي لا تُظهر أعراضًا واضحة في أغلب الحالات إلا بعد أن يحدث كسر أو ضعف كبير في العظام.
لماذا يزداد الخطر في منتصف العمر
بعد بلوغ نحو 30 عامًا، يُقال إن معظم الأشخاص يصلون إلى ذروة الكتلة العظمية، وبعد ذلك تبدأ عملية “إعادة التشكيل” لتكون العظام الجديدة أقل من العظام المفقودة، ما يقلل كثافة العظام تدريجيًا.
نمط الحياة اليوم، مثل قلة النشاط أو الجلوس الطويل، التغذية غير المتوازنة، التدخين، الإفراط في تناول الملح أو السكر أو الكافيين، قد يسرّع من فقدان العظام.
لدى بعض الأشخاص، عوامل طبية مثل اضطرابات الغدة الدرقية، أمراض المناعة، أو بعض الأدوية قد تسهم في ضعف العظام.
لهذا السبب، من المهم الوقاية قبل أن تظهر أعراض — لأن حين يظهر الكسر، غالبًا يكون الضرر كبيرًا.
كيف تحمي عظامك — خطوات بسيطة وفعّالة
إليك أبرز العادات التي ينصح بها الأطباء لتقوية العظام والحفاظ عليها خلال منتصف العمر وما بعده:
احرص على كفاية الكالسيوم — يحتاج جسم البالغين إلى نحو 1000 ملغ كالسيوم يوميًا، من مصادر مثل الحليب ومشتقاته، السردين المعلب (بالعظم)، الخضروات الورقية، وبعض الأغذية المدعّمة.
لا تنسَ فيتامين (د) — فيتامين D ضروري لامتصاص الكالسيوم. يمكن الحصول عليه من أشعة الشمس، الأسماك الدهنية (سلمون، تونة، …)، صفار البيض، وبعض الأطعمة المدعّمة.
أنشطة بدنية منتظمة — من الأفضل ممارسة التمارين التي تحمل الوزن (walking, jogging, رقص، صعود السلالم) وتمارين المقاومة (رفع أوزان خفيفة، تمرينات عضلية) — هذه التمارين تحفّز العظام على بناء كثافة جديدة وتقويتها.
تجنّب ما يضر العظام — كالتدخين، الإفراط في شرب الكحول، تناول كميات كبيرة من الملح أو السكر أو الكافيين، والنظام الغذائي الغني بالأطعمة المصنعة — كلها عوامل تُسرّع من فقدان العظام أو تمنع امتصاص الكالسيوم جيدًا.
حافظ على وزن صحي — الانخفاض الشديد في الوزن أو سوء التغذية قد يقلّلان من كتلة العظام، ما يرفع خطر الهشاشة.
لماذا “الأزمة الصامتة” خطيرة — وما يميّزها
هشاشة العظام غالبًا لا تعطي أي إنذار — لا ألم، لا ضعف واضح، فقط “فقدان كثافة بشكل تدريجي”.
لكن بمجرد أن تقل كثافة العظام إلى حد معين، قد يؤدي جسم بسيط — حركة بسيطة، سعال، أو ارتطام خفيف — إلى كسر، خصوصًا في الفخذ أو العمود الفقري أو المعصم.
هذا يعني أن “الوقاية” أفضل بكثير من “العلاج بعد الكسر”. من غير المنطقي أن ننتظر ظهور الأعراض — لأن العظام قد تضعف كثيرًا قبل أن تشعر.


