كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أصدرت السفارة اليابانية في الصين “إشعار سلامة” لمواطنيها داخل الصين، تحثّهم فيه على توخي الحذر مع اقتراب ذكرى مذبحة نانجينغ — معتبرة أن الفترة “حساسة” وقد تشهد ارتفاعاً في مشاعر معادية لليابانيين.
ضمن التحذير: ضرورة الانتباه عند الخروج، تجنّب أماكن مزدحمة، عدم التحدّث بصوت مرتفع، والامتناع عن ارتداء ملابس أو حمل أشياء قد تكشف عن جنسية يابانية.
جاء هذا التحذير في ظرف دبلوماسي متوتر بين البلدين — لا سيما بعد تصريحات لرئيسة وزراء اليابان سناي تاكايتشي حول احتمال تدخل عسكري ياباني في حال هجوم على تايوان، ما أثار غضب بكين.
الخلفية: ذكرى مذبحة نانجينغ لا تزال موضوعاً شديد الحساسية في الصين — حيث يرى كثيرون أن اليابان لم تنصف ضحايا تلك الفظائع، وظهور مسؤولين يابانيين يبدون مواقف دفاعية أو وطنية (مثل تاكايتشي) يُعتبر استفزازاً.
لماذا تُثار حساسيات حول ذكرى مذبحة نانجينغ؟
المجزرة — التي وقعت في أواخر 1937 بعد استيلاء الجيش الإمبراطوري الياباني على مدينة نانجينغ — أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين (تُقدّر الأرقام بين مئات الآلاف).
كما شملت المذبحة جرائم قتل جماعية ومذابح واغتصاب واسع النطاق ونهب وحرق منازل — ما يجعلها أحد أفظع جرائم الحرب في تاريخ الحرب العالمية الثانية.
في سنوات ما بعد الحرب، وعبر الأجيال، ظلت المذبحة ورقة حساسة في العلاقات بين الصين واليابان — وغالباً ما تثار في كل ذكرى أو تطور دبلوماسي يشير إلى محاولات “تطبيع” أو “نسيان” الماضي.
التوتر الدبلوماسي الحالي بين الصين واليابان
التوتر تصاعد بعد تصريحات من تاكايتشي بأن اليابان قد تتدخل عسكرياً إذا تعرضت تايوان لهجوم — ما اعتبرته الصين استفزازاً، وهددت بردّ “ساحق” في حال تحركت طوكيو عسكرياً.
على إثر ذلك، ارتفعت تصريحات ومواقف من الطرفين: إعلام صيني ينتقد نوايا اليابان حول تسليحها وتوسيع قدراتها العسكرية، ويُعيد فتح ملف مذبحة نانجينغ كمظلمة تاريخية لا تُنسى.
هذا المناخ يفسّر — بحسب اليابان — الحاجة إلى تحذير مواطنيها في الصين، خصوصاً في أيام الذكرى، خشية انزلاق التوتر الشعبي إلى عنف أو مضايقات.
سياق تاريخي: لماذا لا تزال «نانجينغ» تؤثر على العلاقات
المذبحة ليست مجرد حدث تاريخي: يُنظر إليها في الصين كجريمة حرب جماعية ارتُكبت ضد المدنيين، وأُريد بها تدمير البشر والبنية التحتية للمدينة.
رغم ذلك، هناك تيارات في اليابان — خاصة من التيار القومي أو المحافظ — تشكك في حجم المجزرة أو في بعض تفاصيلها، ما يزيد من غضب الصين ويُذكّر بمصائب الحرب.
لذا، أي إعلان أمني أو تصريحات سياسية في وقت قريب من الذكرى تُقرأ في ضوء ذلك التاريخ — ما يرفع درجة الحساسية بين البلدين ويُعقّد الحوار حول المصالحة أو التطبيع.


