كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت منطقة أوديسا جنوبي أوكرانيا مساء يوم الجمعة 19 ديسمبر 2025 هجومًا صاروخيًا جديدًا شنته القوات الروسية استهدف البنية التحتية للموانئ في الإقليم المطلّ على البحر الأسود، ما أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين والعاملين في المرفأ، حسب بيانات رسمية أوكراني
وقال أوليه كيبر، حاكم منطقة أوديسا، في تصريح عبر “تلغرام” إن الصواريخ الباليستية الروسية ضربت منشآت في ميناء بيفديني (Pivdennyi)، أحد المرافئ الحيوية في الإقليم، مما تسبب في احتراق شاحنات في منطقة وقوف السيارات. وأضاف أن الهجوم أسفر حتى الآن عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 15 آخرين نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وأفاد وزير البنية التحتية الأوكراني أوليكسي كوليبا بأن القصف الصاروخي كان موجّهًا لبنية الميناء الحيوية، ما يعقد جهود النقل والتصدير في واحدة من أكبر نقاط التصدير الأوكرانية، خاصة للشحنات الزراعية. وأضاف أن الأرقام لا تزال أولية وأن فرق الطوارئ تواصل عمليات البحث والإنقاذ في موقع الحادث.
تصاعد الهجمات في ظل الحرب طويلة الأمد
يأتي هذا الهجوم في سياق تصعيد متواصل من الضربات الروسية على أهداف أوكرانية استراتيجية منذ بدء الحرب في فبراير 2022. إذ تتعرض أوديسا وغيرها من المدن الجنوبية للصواريخ والطائرات المسيّرة بشكل متكرر، مستهدفة بنيتها التحتية المدنية والطاقة والطرق والسكك الحديدية، في محاولة للحد من القدرة الأوكرانية على الصمود والاستفادة من مواردها الاقتصادية.
وأدت الصواريخ الروسية في هجمات سابقة إلى أضرار واسعة وخسائر في الأرواح بين المدنيين، بما في ذلك سابقًا في مارس وأبريل 2024 حين أسفرت غارات صاروخية عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة عشرات آخرين في أوديسا ومحيطها.
ردود أفعال وعواقب إنسانية
أثار الهجوم قلق المجتمع الدولي، إذ دعت كييف المجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم والمساعدة وزيادة الضغوط على موسكو لوقف الضربات التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية الحيوية. كما تثير هذه الضربات تساؤلات حول تأثيرها على أسواق الغذاء العالمية نظرًا لدور أوديسا كميناء رئيسي للصادرات الأوكرانية، خصوصًا الحبوب.
في المقابل، لم يصدر تعليق فوري من القيادة الروسية على الهجوم، لكن موسكو أكدت في مناسبات عديدة أن ضرباتها تستهدف بنى تحتية عسكرية ولوجستية في أوكرانيا، وهو ما تنفيه كييف وتصفه باستهداف المدنيين والهجمات غير المبررة.
تستمر الحرب بين روسيا وأوكرانيا في دخول عامها الرابع، مع استمرار تبادل الهجمات وتصاعد الخسائر البشرية والمادية على الجانبين، بينما تعمل الدبلوماسية الدولية على محاولة التوصل إلى اتفاقات تهدئة أو حل سياسي للأزمة.


