كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، وسط تحركات عسكرية وسياسية مثيرة للقلق دفعت مراقبين إلى التحذير من احتمال اقتراب مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين. وتشير تقارير ودراسات إعلامية إلى ثلاث إشارات رئيسية تعكس هذا التصعيد المتصاعد، في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية توترًا غير مسبوق منذ سنوات.
1. انتشار عسكري أميركي في البحر الكاريبي
أفادت مجلة نيوزويك بنشر القوات البحرية الأميركية سفنًا حربية قبالة السواحل الفنزويلية، ضمن ما تُعرف بتحركات لمكافحة تهريب المخدرات، وهو انتشار يُعد من أكبر التحشيدات العسكرية الأميركية قرب فنزويلا منذ سنوات. وقد أثار ذلك مخاوف من أن يكون هدفه تجاوز مكافحة المخدرات إلى ضغط عسكري مباشر على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
2. عمليات وضربات أميركية واسعة بحجة مكافحة المخدرات
في إطار ما تقول واشنطن إنه مكافحة لشبكات تهريب المخدرات المرتبطة بفنزويلا، كثّفت القوات الأميركية عملياتها في البحر الكاريبي، بما في ذلك هجمات ضاربة أسفرت عن خسائر بشرية، وفق التقارير، وقد ذُكرت هذه الخطوة باعتبارها توسّعًا في دور القوات العسكرية الأميركية في المنطقة، ما يثير التساؤل حول نواياها الحقيقية وأثرها على الاستقرار.
3. تعزيز القوة الفنزويلية واستعداد لمواجهة محتملة
في المقابل، أعلنت فنزويلا تعزيز صفوف جيشها وتعبئة عدد كبير من الجنود، مع تأكيدها على استعدادها للدفاع عن سيادتها الوطنية، في رد مباشر على هذه التحركات الأميركية المتصاعدة. ويرى محللون أن هذا الرد يعكس زيادة الاستعداد العسكري لدى كراكاس تحسبًا لأي سيناريو تصعيدي، خاصة في ظل تبادل التصريحات المتشددة.
السياق العام للتوتر
وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى إعادة فرض نفوذها في نصف الكرة الغربي على أساس استراتيجية أوسع للأمن القومي، في حين يتهم مسؤولو فنزويلا واشنطن بمحاولة الإطاحة بحكومتهم والسيطرة على النفط الفنزويلي. وقد أثار هذا السيناريو ردود فعل دولية متباينة، بينما دعا بعض الخبراء إلى تفادي الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مفتوحة.


