كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
بعد عام على ما سُمّي «وقف إطلاق النار» بين Hezbollah وIsrael، تلوح مؤشرات بأن إسرائيل تستعد لاستئناف عمليات واسعة ضد حزب الله — ما يُفسّر هشاشة الاتفاق وعدم تحقيق الاستقرار المرجو.
أميركا راهنت على أن الحكومة اللبنانية والقوات المسلحة ستتمكّنان من فرض سيطرة الدولة، نزع سلاح حزب الله، واستعادة سيادة الدولة، لكن هذا المسار اصطدم بـ «قيود سياسية داخلية» — تخوّف من حرب أهلية في حال مواجهة مباشرة مع حزب الله.
أيضاً، ضعف مؤسسات الدولة — اقتصاد متدهور، بنية تحتية منهارة، خدمات عامة متوقفة أو شبه مفقودة — يجعل من الصعب تطبيق أي خطة إصلاح أو أمن، وبذلك تُضعف قدرة الدولة اللبنانية على الإيفاء بالتزامات أمام واشنطن.
من جهة أخرى، الضغوط العسكرية والإسرائيلية مقابل دعم أميركي لقوات لبنانية يثير مخاطر كبيرة: كل تصعيد يمكن أن يقود إلى مواجهة تتجاوز السيطرة، ما يجعل استراتيجية نزع السلاح مهدّدة بالفشل.
ما الذي عرضته أميركا كحل — وما قابلته من صعوبات
اقتراح خارطة طريق لنزع سلاح حزب الله تدريجياً، مقابل انسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، ودعم دولي لإعادة الإعمار. يؤمّل أن يمنح هذا مخرج اقتصادي وسياسي يسهم في تحقيق استقرار.
زيارة المبعوث الأميركي الخاص (Tom Barrack) لبيروت مؤخرًا، حيث أكد أن واشنطن مستعدة للدعم إذا التزمت بيروت تنفيذ الخطة، لكنه شدد: «لا أحد سيستمر في التفاوض من دون تقدم حقيقي».
دعوات أميركية متجددة للحكومة اللبنانية لتوحيد السلاح بيد الدولة — عبر خطوات عملية من الحكومة والقوات المسلحة.
لكن: التنفيذ يلقى مقاومة من حزب الله، وحلفائه داخليًا؛ كذلك فإن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصراعات الإقليمية تُعقّد الوضع، ما يجعل أي حل «شامل» صعبًا أو هشًّا.
أبرز الأخبار الأخيرة المرتبطة بالموضوع
اعتمِاد واشنطن مبدئيًا صفقة بيع معدات عسكرية متوسطة إلى لبنان بقيمة نحو 90.5 مليون دولار. قد تُفسَّر كخط دعم للقوات اللبنانية في إطار الخطة الأميركية.
في المقابل، تحالفات داخل لبنان — بين القيادة الرسمية من جهة، وحزب الله من جهة أخرى — ما تزال ترفض خطوات نزع السلاح بالكامل، وتعتبر أن بعض الخطوات هي «تنازل سياسي» وليس ضمان أمان.
في خضم ذلك، أشار مسؤول أميركي إلى أن لبنان يُعتبر «دولة فاشلة» إن لم تُجرِ إصلاحات جذرية سريعة؛ مع تحذير بأن الفرصة ليست مفتوحة للأبد.
لماذا وصلت الأزمة إلى هذا المنحى؟ العوائق على الأرض
انقسام داخلي وسياسي حزب الله وقوى مسلحة أخرى ترفض نزع السلاح أو تضع شروطًا، ما يعرقل تنفيذ أي خطة بقوة الدولة.
هشاشة المؤسسة اللبنانية انهيار اقتصادي ومالي، ضعف الجيش والمؤسسات، نقص في الخدمات — تجعل أي تحول أمراً صعباً.
ضغوط إقليمية — إسرائيلية كل تصعيد من إسرائيل يُعقّد من فرص الاستقرار ويزيد من رهبة الداخل اللبناني.
تداخل أولويات أميركية وإسرائيلية واشنطن تريد السيطرة على السلاح ومنع النفوذ الإيراني، بينما إسرائيل تريد ضمان أمنها، وقد لا تتطابق الأجندات.


