كتب : دينا كمال
تشنجات الساق الليلية.. أسبابها وطرق الوقاية منها
يستيقظ كثيرون ليلاً على ألم حاد ومفاجئ في عضلات الساق يجعل الحركة صعبة لثوانٍ أو دقائق. وتُعرف هذه الحالة باسم “تشنجات الساق الليلية”، وهي ليست مجرد انقباض عابر، بل مؤشر على اضطراب في عمل العضلات أو الأعصاب، وقد تتكرر بما يؤثر على النوم ونوعية الحياة.
ويذكر تقرير صادر عن مركز Novus Spine & Pain Center الأمريكي المتخصص في علاج الألم أن التشنجات قد تصيب مختلف الفئات العمرية، لكنها تزداد لدى الأشخاص فوق الخمسين، وغالبًا ما تظهر في عضلات الربلة أو الفخذ. ورغم أن معظم النوبات لا تشير إلى مشكلة خطيرة، فإن تكرارها أو شدتها يستدعي استشارة طبية لاستبعاد الأسباب المرضية.
ما الذي يحدث أثناء التشنج؟
يصف الأطباء التشنج الليلي بأنه انقباض لا إرادي ومفاجئ في الألياف العضلية يؤدي إلى تصلب مؤلم في الساق. وقد تستمر النوبة من ثوانٍ إلى دقائق، يعقبها شعور بالتيبّس أو ألم خفيف في اليوم التالي. وتتركز الانقباضات عادة في الربلة الخلفية، لكنها قد تمتد إلى القدم أو الفخذ، ويصف البعض الإحساس وكأن العضلة “تلتف على نفسها” مع ألم شديد عند لمسها.
أسباب تشنجات الساق الليلية
ورغم غياب سبب محدد في أغلب الحالات، تشير الدراسات إلى عدة عوامل محتملة، من أبرزها:
نقص المعادن كالـمغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم اللازمة لانقباض العضلات.
الجفاف وقلة شرب الماء، ما يسبب اضطرابًا في توازن الأملاح.
الإرهاق العضلي الناتج عن مجهود بدني زائد أو تمارين مرهقة.
الجلوس أو الوقوف الطويل الذي يقلل تدفق الدم للساقين.
أدوية معينة مثل مدرات البول وبعض علاجات الكوليسترول والهرمونات.
أمراض مزمنة كالسكري وقصور الكلى ومشكلات الغدة الدرقية وضعف الدورة الدموية.
ويشير التقرير إلى أن قلة الحركة اليومية مع التقدم في العمر تمثل أيضًا عاملًا مؤثرًا في زيادة حدوث التشنجات ليلاً.
الأعراض التي يجب الانتباه إليها
تتمثل العلامة الأبرز في ألم حاد ومفاجئ يوقظ المريض من نومه، مع شعور بالشد أو التصلب في العضلة التي قد تبدو ككتلة قاسية تحت الجلد. وفي الحالات المتكررة، قد يستمر الإحساس بالألم لساعات بعد انتهاء التشنج. أما التشنجات المصحوبة بتورم أو ضعف شديد أو تنميل، فقد تدل على مشكلة صحية تتطلب تقييماً طبياً.
كيف يتم التشخيص؟
يعتمد التشخيص غالبًا على التاريخ المرضي والفحص السريري، دون الحاجة لفحوصات معقدة. وفي بعض الحالات قد تُطلب تحاليل لقياس مستويات المعادن أو تصوير بالرنين المغناطيسي عند الاشتباه بضغط على الأعصاب أو مشكلة في العمود الفقري، بهدف التأكد من أن التشنجات ليست عرضًا لمشكلة في الشرايين أو الأعصاب الطرفية.
طرق العلاج وتخفيف الألم
يمكن التعامل مع أغلب التشنجات منزليًا دون أدوية، من خلال:
1. تمديد العضلة فورًا بالوقوف أو شد القدم للأعلى.
2. تدليك موضع الألم لتحسين تدفق الدم.
3. استخدام كمادات دافئة أو باردة بحسب درجة الألم.
4. المشي لبضع دقائق بعد التشنج لتنشيط الدورة الدموية.
5. شرب الماء أو محلول أملاح عند الشك في الجفاف.
وفي الحالات المزمنة، قد يصف الطبيب مكملات المغنيسيوم أو البوتاسيوم، أو برامج علاج طبيعي لتحسين مرونة العضلات.
كيف يمكن الوقاية من التشنجات الليلية؟
تشير الدراسات إلى أن الوقاية تعتمد على تحسين نمط الحياة عبر:
ممارسة تمارين الإطالة قبل النوم.
تناول أطعمة غنية بالمعادن مثل الموز والمكسرات والعدس والبطاطا الحلوة.
الحفاظ على شرب الماء بانتظام.
ارتداء أحذية مريحة تدعم القدم.
تجنب الجلوس لساعات طويلة دون حركة.
النوم بوضعية مريحة مع أغطية فضفاضة تمنع انثناء القدم.
وينصح الأشخاص الذين يعانون من التشنجات المتكررة بمتابعة الطبيب لتقييم الأدوية أو فحص نسب المعادن في الدم.


