كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أظهرت دراسة حديثة أن الترامادول، المسكّن الأفيوني الشائع لعلاج الألم المزمن، يوفر تخفيفًا محدودًا للألم، لكنه قد يزيد من خطر التعرض لمشاكل قلبية خطيرة.
وحلّل الباحثون بيانات 19 تجربة سريرية عشوائية شملت أكثر من 6 آلاف بالغ يعانون من أنواع مختلفة من الألم المزمن، مثل التهاب المفاصل، وآلام أسفل الظهر، والألم العصبي، والألياف العضلية. وقد قارنت جميع التجارب الترامادول بالعلاج الوهمي.
وأوضحت النتائج أن الترامادول خفّف الألم بشكل طفيف، غير أن هذه الفوائد لم تصل إلى مستوى يُعتبر ذا أهمية سريرية. بالمقابل، ارتفعت معدلات المضاعفات الضارة بين مستخدمي الترامادول، خاصة المشكلات القلبية مثل ألم الصدر، وأمراض الشرايين التاجية، وفشل القلب الاحتقاني.
وأكد الباحثون أن المخاطر المحتملة للترامادول قد تتجاوز فوائده في علاج الألم المزمن، ما يثير التساؤلات حول استخدامه على نطاق واسع.
وأشار الخبراء إلى بعض القيود في الدراسة، مثل قصر مدة التجارب التي تراوحت بين أسبوعين إلى 16 أسبوعًا، مع متابعة تتراوح بين ثلاثة و15 أسبوعًا، ما يجعل تقييم التأثير الطويل المدى صعبًا. كما قد تكون بعض النتائج متأثرة بتحيز، ما قد يبالغ في تقدير الفوائد ويقلل من المخاطر.
وشدد الخبراء على ضرورة عدم التوقف المفاجئ عن تناول الترامادول لتجنب أعراض الانسحاب، وضرورة استشارة الطبيب قبل أي تعديل للجرعات، ومناقشة البدائل العلاجية المتاحة، خصوصًا أن الترامادول غالبًا ما يُنظر إليه كخيار أقل إدمانًا مقارنة بالأفيونات الأخرى، رغم كونه أفيونيًا صناعيًا.


