كتب : دينا كمال
مصدر بالكرملين: موسكو تطالب بتعديلات جوهرية على خطة السلام الأميركية
كشف مصدر مطّلع في الكرملين، اليوم الأربعاء، أن روسيا تعتزم الدفع باتجاه إدخال تعديلات أساسية على خطة السلام الأميركية الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بما يشمل فرض قيود إضافية على القدرات العسكرية لكييف.
وأوضح المصدر أن موسكو تنظر إلى الخطة، المؤلفة من 20 نقطة والتي جرى إعدادها بالتنسيق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، باعتبارها نقطة بداية لمفاوضات موسّعة، مشيراً إلى أنها لا تتضمن بنوداً تراها روسيا جوهرية، ولا تعالج عدداً من القضايا العالقة.
وأضاف أن الوثيقة الحالية تبدو أقرب إلى مقترح أوكراني تقليدي، مؤكداً في الوقت ذاته أن موسكو ستتعامل معها بعقلانية خلال دراستها.
مطالب موسكو
وبحسب المصدر نفسه، تتمثل المطالب الروسية في الحصول على ضمانات قانونية تمنع أي توسع مستقبلي لحلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق، إلى جانب تثبيت حياد أوكرانيا حتى في حال انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
كما تشمل المطالب فرض قيود على حجم وتسليح الجيش الأوكراني بعد انتهاء الحرب، إضافة إلى ضمانات واضحة تتعلق بوضع اللغة الروسية داخل أوكرانيا.
كذلك، تسعى موسكو إلى توضيحات بشأن آلية رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها، فضلاً عن مصير مئات المليارات من الدولارات من الأصول الروسية المجمدة في الدول الغربية.
وفي السياق نفسه، تطالب روسيا بتخلي أوكرانيا عن أراضٍ في شرق إقليم دونيتسك، وهو ما ترفضه كييف خشية أن يؤدي ذلك إلى تعريضها لهجوم روسي جديد في المستقبل.
خلافات مستمرة
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن خلافات لا تزال قائمة بين كييف وواشنطن بشأن القضايا الإقليمية، معرباً في الوقت ذاته عن تفاؤله بقرب التوصل إلى صيغة نهائية للوثائق التفاوضية.
وأشار زيلينسكي إلى أن بلاده تحاول إقناع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب باقتراح يقضي بوقف الحرب عند خطوط التماس الحالية، لافتاً إلى أن موسكو تلمّح إلى إمكانية سحب قواتها من مناطق دنيبروبيتروفسك وميكولايف وسومي وخاركيف، لكنها في المقابل تطالب بانسحاب القوات الأوكرانية من المناطق التي لا تزال تسيطر عليها في دونيتسك.
وأوضح أن الجانب الأميركي يقترح تصنيف تلك المناطق على أنها “منطقة منزوعة السلاح”، مشدداً على أن التخلي عن أي أراضٍ يمثل تحدياً كبيراً للحكومة الأوكرانية، نظراً لتعارضه مع القانون ويتطلب إجراء استفتاء شعبي.
انتخابات وتسوية محتملة
وفي إطار أي تسوية سياسية محتملة، تعهد زيلينسكي بإجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن عقب التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ فور توقيعه، مع وجود رقابة من وسطاء دوليين.
كما أكد أن أوكرانيا ستحتفظ بجيش قوامه ما يصل إلى 800 ألف جندي في زمن السلم، مشيراً إلى أن أي خرق روسي للهدنة سيُقابل بضمانات أمنية أميركية.
وأضاف أن بلاده حصلت على دعم أميركي لتحديد موعد واضح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتأمين مئات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار بعد الحرب، إلى جانب التوصل إلى اتفاق جديد مع روسيا يضمن سلامة حركة التجارة النهرية والبحرية.
وختم زيلينسكي بالتأكيد على أن توقيت انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي لا يزال قيد النقاش الثنائي مع الولايات المتحدة، دون صدور تأكيد رسمي من الجانب الأوروبي حتى الآن.


