كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أفادت مصادر أمنية وسياسية عراقية بأن مؤشرات غير اعتيادية رُصدت في الأيام الأخيرة داخل العراق، مما دفع دوائر القرار في بغداد إلى رفع مستوى التحسب لاحتمال تنفيذ ضربة إسرائيلية تستهدف فصائل عراقية موالية لإيران. وأوضحت المصادر أن الضربة المحتملة ستكون محدودة، وتركز على مواقع أسلحة ومخازن لوجستية للميليشيات، دون استهداف مباشر لإيران نفسها.
وقالت المصادر إن التحركات الأخيرة تضمنت إعادة انتشار قيادات الفصائل ونقل معدات حساسة إلى مواقع أقل انكشافًا، كما تم رصد نشاط مالي لافت تمثل في عمليات سحب سيولة كبيرة من مصارف عراقية خاصة وحكومية، في سلوك يُفسر كإجراء احترازي تحسبًا لأي تطورات عسكرية محتملة.
ويرى محللون أن العراق أصبح بالنسبة لإسرائيل مساحة خلفية لتجميع القدرات الصاروخية واللوجستية المرتبطة بإيران، ما يرفع المخاطر الأمنية ويجعل البلاد هدفًا محتملاً لضربات استباقية.
وتشير المصادر إلى وجود انقسام داخل الفصائل نفسها بين من يرى أن التهدئة والانخراط السياسي ضرورة استراتيجية، وبين من يعتبر أن التخلي عن السلاح مخاطرة كبيرة في ظل التوترات الإقليمية المستمرة.
وبحسب التقديرات، فإن أي ضربة إسرائيلية محتملة ستعتمد على دقة استخبارية عالية، تستهدف مخازن أسلحة نوعية ومواقع قيادة وتحكم، وربما شخصيات قيادية مؤثرة، مع احتمالية استخدام طائرات مسيرة وأنظمة تسليح بعيدة المدى، مستفيدة من خبرات سابقة في الأجواء السورية.
وحول الرد العراقي المحتمل، من المرجح أن الحكومة ستسعى لاحتواء الموقف سياسيًا لتجنب التصعيد الكبير، بينما قد تتراوح ردود الفصائل بين ضبط النفس أو الرد غير المباشر أو تصعيد محدود قد يؤدي إلى فوضى داخلية.
وحذرت المصادر من أن أخطر السيناريوهات يكمن في تداعيات الضربة على الداخل العراقي، إذ قد تتحول إلى عامل تفجير للصراعات بين الفصائل أو بين الفصائل والدولة، في وقت تعيش فيه المنطقة توترًا متواصلاً في سياق الصراع الإقليمي المستمر.


