كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
توصلت إسرائيل ولبنان إلى اتفاق لعقد جولة ثانية من المفاوضات المباشرة بين ممثلين مدنيين من البلدين، في خطوة تاريخية تشير إلى تحول حذر في العلاقات بين الجارين الذين هم من الناحية الرسمية في حالة حرب منذ عقود.
جاء هذا الاتفاق بعد أقل من أسبوعين على أول لقاء علني منذ عام 1993، والذي عقد برعاية أمريكية في بلدة الناقورة الحدودية. وقد التزم الطرفان بالاجتماع مرة أخرى قريبًا للتركيز على المقترحات الاقتصادية وتعزيز الحوار الدبلوماسي.
وشهدت الجولة الأولى حضور ممثلين مدنيين من كلا الطرفين في مقر الأمم المتحدة بالناقورة، وهو أمر غير مسبوق منذ سنوات طويلة، حيث كانت المفاوضات تقتصر عادة على العسكريين أو الوسطاء الدوليين.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الانتقال إلى الدبلوماسية المدنية يمثل تطورًا تاريخيًا ويشكل قاعدة محتملة للتعاون الاقتصادي والتواصل المستقبلي بين الطرفين.
في المقابل، شدد المسؤولون اللبنانيون، بمن فيهم رئيس الوزراء نواف سلام، على أن هذه المفاوضات لا تعني الدخول في مفاوضات سلام أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وإنما تهدف فقط إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وضمان توقف الأعمال العدائية، وتسهيل تبادل الأسرى، وتحضير الظروف لأي انسحاب إسرائيلي محتمل من الأراضي المحتلة.
وأكد مصدر لبناني مشارك في المفاوضات أن جدول الأعمال الحالي محدود، ويركز على استقرار الوضع، ومنع تجدد العنف، ومعالجة القضايا الإنسانية والأمنية العاجلة، دون التقدم نحو إقامة علاقات دبلوماسية أو اقتصادية كاملة.
ومع ذلك، فإن أهمية هذه الخطوة الدبلوماسية لا تقل عن كونها رمزية وعملية في الوقت ذاته، إذ تمثل أول محادثات مدنية مباشرة بين إسرائيل ولبنان منذ عقود، وتشكل خطوة نحو تقليل التوتر ومنع التصعيد العسكري في المنطقة.
كما أن الاتفاق على الجولة الثانية يعكس الضغط الدولي المستمر، خصوصًا من الولايات المتحدة، لتحويل آلية مراقبة وقف إطلاق النار إلى منصة للحوار المدني المنظم، مع إمكانية فتح سبل محدودة للتعاون في حال استقرار الأوضاع.


