كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
مع اقتراب انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب العراقي بعد المصادقة على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تتصاعد المشاورات داخل المكون السني لتحديد مرشح منصب رئيس البرلمان (رئيس مجلس النواب) الذي يُعد منصبًا متعارفًا عليه للسنة بموجب الأعراف السياسية في العراق.
وأظهرت مصادر سياسية عراقية مشاركة في اجتماعات المجلس السياسي الوطني الذي يضم القوى السنية الفائزة بالانتخابات أن التحالف السنّي يميل بشكل واضح في الوقت الراهن إلى دعم اسم مثنى السامرائي كمرشح “توافقي” لرئاسة البرلمان، مقارنة بترشيح محمد الحلبوسي الذي سبق له شغل المنصب.
وأشارت المصادر إلى أن اختيار السامرائي يأتي لأنه يُنظر إليه كشخصية توافقية داخل البيت السني، لا تستفز الفصائل المختلفة، ولا تحمل إرثًا قويًا من الصراعات السياسية السابقة، وهو ما يزيد من فرص توحيد الصف السنّي وتقديم مرشح موحّد قبل الجلسة الرسمية.
على النقيض، يُنظر إلى الحلبوسي من قبل بعض القوى السنية على أنه شخصية قوية النفوذ، وقد يثير استقطابًا داخليًا إذا عاد للمنصب، وهو ما يجعل بعض الكتل تفضّل دورًا أكثر توافقًا وتوزيعًا للنفوذ داخل البرلمان.
ويُعد منصب رئيس البرلمان في العراق أحد الاستحقاقات الثلاثة الرئيسية التي تُدار عادة ضمن توافقات سياسية بين المكونات الأساسية الثلاثة (السنة، الشيعة، الأكراد)، بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، وتبدأ بذلك المرحلة الدستورية لتشكيل السلطات الجديدة.
ومن المتوقع أن تتواصل المشاورات السياسية خلال الأيام المقبلة، في ظل سعي القوى السنية إلى إعلان اسم مرشحها النهائي قبل الجلسة الرسمية الأولى لمجلس النواب، وذلك تفاديًا لفتح الباب أمام خلافات علنية أو تدخلات خارج البيت السنّي تُعقّد التوافق العام.
.


