كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت الحكومة العراقية وقادة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) أن مكاتب البعثة بدأت تُغلق تدريجيًا في شمال البلاد، فيما من المقرر أن تنتهي أعمالها بالكامل بحلول نهاية ديسمبر 2025، في خطوة تمثّل نهاية مرحلة طويلة من الانتقال بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
تأسست بعثة “يونامي” في عام 2003 بطلب من الحكومة العراقية عقب سقوط نظام صدام حسين والغزو الذي قادته واشنطن، وكان هدفها تقديم الدعم السياسي والفني والمشورة للحكومة في مجالات الحوار الوطني، والإصلاحات، والحقوق الإنسانية، وتنظيم الانتخابات.
في تقرير قدمه محمد الحسان، رئيس البعثة أمام مجلس الأمن الدولي، اعتبر أن انسحاب البعثة لا يعني نهاية العلاقات بين العراق والأمم المتحدة، بل بداية فصل جديد يقوده العراق نحو مستقبله مع استمرار دعم الأمم المتحدة عبر فرق فنية متخصّصة في مجالات مثل حقوق الإنسان والتنمية.
من جهتها، تؤكد بغداد أن المهام السياسية للبعثة لا تعكس الاحتياجات الحالية للدولة، وأن العراق بات قادراً على تولي مسؤولياته السياسية والمؤسسية بنفسه، ما يجعل وجود بعثة سياسية غير ضروري، فيما سيبقى التعاون مع الأمم المتحدة قائمًا عبر شراكات فنية وتنموية.
وقد أثارت خطوة إنهاء عمل “يونامي” انقسامًا في الأوساط العراقية، حيث يرى مؤيدون أنها تحقيق لسيادة العراق واستقلاليته بعد أكثر من عقدين من الوجود الدولي، بينما يخشى آخرون من فراغ في الدعم السياسي والمراقبة الدولية خلال فترة الانتقال الحالية.
تأسيس “يونامي” كان جزءًا من جهود إعادة بناء العراق بعد سنوات من الحرب وعدم الاستقرار، وقد استمرت البعثة في تقديم الدعم في مجالات عدة منذ 2003، لكن العراق يرى أن المرحلة الانتقالية السياسية قد اكتملت بعد عقدين من الزمن.


