إيران تطلب مساعدة خارجية لإخماد حريق مستعر منذ أيام في غابات چالوس

كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية

طهران — أعلنت الحكومة الإيرانية، يوم السبت، عن طلب عاجل لمساعدة دولية بعد اندلاع حريق كبير مستمر منذ عدة أيام في غابات چالوس شمال البلاد. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الحريق يطال جزءًا من غابات “الهيركانية” المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ما يثير مخاوف بيئية كبيرة. 

الغابات التي تشهد الحريق تمتد على حوالي 1000 كيلومتر على طول الساحل الجنوبي لبحر قزوين، وتشكل “كتلة فريدة من الغابات” وفقًا لمنظمة اليونسكو، نظرًا لقدمها — إذ يتراوح عمر بعض الأشجار بين 25 و50 مليون عام — وتنوّعها البيولوجي الكبير، إذ تضم نحو 3200 نوع من النباتات. 

ما سبب اندلاع الحريق وتجدد اشتعاله

اندلع الحريق الأصلي في الأول من نوفمبر، وتم احتواؤه بعد عدة أيام من الجهود، لكن النيران تجددت بقوة منذ 15 نوفمبر، بحسب تقرير لوكالة «إرنا» الإيرانية. 

وفي تصريحات لمسؤولة البيئة الإيرانية، شينا أنصاري، قالت إنّ “هناك صعوبة كبيرة في احتواء الحريق في المنطقة الجبلية الوعرة في إقليم إيليت” بالقرب من چالوس. 

بعض التقارير تشير إلى أن الحريق قد يكون “مفتعلًا”: وكالة «تسنيم» الإيرانية نقلت أن صيادين في المنطقة الصخرية قد يكونون وراء اندلاعه. 

جهود إخماد الحريق والمساعدات المطلوبة

أُرسل طلب رسمي من طهران إلى “الدول الصديقة” لتقديم دعم عاجل بالمعدات الجوية والبشرية، بعد إعلان قيادات محلية أن الحريق “يصعب السيطرة عليه بمجهود داخلي فقط”. 

من تركيا تم الاتفاق على إرسال طائرتين متخصصة في رش المياه، بالإضافة إلى مروحية وفريق مكوّن من 8 أفراد للمشاركة في جهود الإطفاء. 

كما لم تستبعد إيران طلب دعم من روسيا إذا استدعت الحاجة، وفق ما نقلته أنصاري. 

في الوقت نفسه، أعلنت بيلاروسيا استعدادها لإرسال طائرات إطفاء لدعم طهران في مواجهة الحريق. 

خطورة الحريق على التراث الطبيعي

وصف حسين علي محمدي، المدير العام لإدارة الأزمات في محافظة مازندران، أن عملية إخماد الحريق تُعد “من أكثر العمليات تعقيدًا في السنوات الأخيرة” بسبب التضاريس الجبلية وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق. 

من جهة أخرى، حذّر العلماء من أن هذا الحريق لا يهدد الطبيعة فحسب، بل “تراثًا طبيعيًا أقدم من الحضارة الفارسية”، كما قال كاوه مدني، عالم بيئي سابق في الأمم المتحدة، معبّرًا عن أسفه العميق لما يجري. 

تأثيرات مناخية إضافية

تأتي هذه الكارثة البيئية في وقت تشهد فيه إيران أزمة جفاف حادة تعد من الأسوأ منذ عقود، الأمر الذي يزيد من هشاشة الغابات ويجعل احتمالات تجدد الحرائق أقوى وصعوبة مكافحتها أكبر.