كتب : دينا كمال
كيف يساهم بروتين تيناسين-سي في مواجهة ضمور العضلات مع التقدم في العمر؟
يُعد تراجع كتلة العضلات لدى كبار السن، المعروف باسم ضمور العضلات المرتبط بالعمر، أحد أبرز العوامل التي تؤثر على جودة الحياة، إذ يزيد من احتمالات السقوط والإصابات المختلفة.
ووفقًا لخبراء طب الأحياء، أوضحت الدكتورة أليساندرا ساكو، عميدة كلية الدراسات العليا للعلوم الطبية الحيوية بمعهد سانفورد برنهام بريبيس، أن الفقدان التدريجي لكتلة العضلات ووظائفها يُعد مؤشرًا مهمًا لفرص البقاء على قيد الحياة، مؤكدة ضرورة تطوير طرق فعّالة للحفاظ على قوة العضلات مع التقدم في السن.
ما هو بروتين تيناسين-سي؟
نشرت ساكو وفريقها البحثي نتائج دراسة حديثة في مجلة “كوميونيكيشنز بَيولوجي”، كشفت عن دور بروتين موجود في المادة الهلامية المحيطة بخلايا العضلات في دعم نمو مجموعة من الخلايا الجذعية العضلية الضرورية لعملية التجديد. وأظهرت الدراسة أن تراجع مستويات هذا البروتين مع العمر يؤدي إلى انخفاض عدد الخلايا الجذعية وبالتالي تراجع قدرة العضلات على الإصلاح.
وتوصل الباحثون في دراسات سابقة إلى تعريف بروتين تيناسين-سي (TnC) باعتباره مكوّنًا أساسيًا في المصفوفة خارج الخلية، إذ ترتفع مستوياته بشكل ملحوظ قبل الولادة للمساهمة في بناء العضلات التي يحتاجها الكائن الحي لاحقًا.
وخلال الإصابات أو التآكل الطبيعي، يعيد الجسم استخدام المسارات الحيوية التي كانت فعّالة خلال مرحلة الجنين لبناء الأنسجة. وأشارت ساكو إلى أن هذا البروتين لا يظهر بكثرة في العضلات السليمة لدى البالغين، لكنه يرتفع سريعًا بعد التعرض للإصابة لتحفيز عمليات التجديد.
تفاصيل الدراسة الجديدة
اعتمد فريق البحث على مقارنة فئران تفتقر إلى بروتين تيناسين-سي مع فئران طبيعية، حيث أظهرت النتائج انخفاضًا واضحًا في عدد الخلايا الجذعية العضلية لدى الفئران التي تفتقر إلى البروتين، إضافة إلى ضعف قدرتها على إنتاج خلايا جديدة والمحافظة على مخزونها، مما أدى إلى تراجع قدرتها على إصلاح الأنسجة.
وبحث العلماء تأثير الشيخوخة على مستويات البروتين، حيث كشفت التجارب أن الفئران الأكبر سنًا تمتلك مستويات أقل من تيناسين-سي، كما أن خلاياها الجذعية العضلية كانت أقل قدرة على الوصول إلى مواقع الإصابة. وتمكّن الفريق من تصحيح هذا الخلل بعد معالجة الخلايا الجذعية الأكبر سنًا بجرعات من TnC.
وأكدت ساكو أن غياب البروتين يؤدي إلى ظهور علامات شيخوخة مبكرة، بينما قد يُشكل تعويض مستويات تيناسين-سي استراتيجية علاجية واعدة للحد من فقدان العضلات المرتبط بالعمر. لكنها أوضحت أن حجم البروتين الكبير يجعل من الصعب استخدامه مباشرة عبر الأدوية أو الحقن، مما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث لإيجاد وسيلة فعالة لإيصاله داخل أنسجة العضلات.


