كتب : دينا كمال
كيف يساهم النظام الغذائي المضاد للالتهابات في تقليل خطر السرطان
يساهم النظام الغذائي المضاد للالتهابات في دعم صحة التمثيل الغذائي وتحسين صحة الأمعاء، وهو ما قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، إلى جانب تعزيز مستويات الطاقة ودعم الجهاز المناعي. ومع تزايد الأمراض المرتبطة بنمط الحياة حول العالم، يؤكد خبراء الصحة أنه لا يوجد نظام غذائي واحد قادر على الوقاية التامة من السرطان.
الالتهاب وتلف الخلايا
تشير الأبحاث الجارية إلى وجود ارتباط محتمل بين الالتهاب المزمن وتلف الخلايا، لا سيما فيما يتعلق بتأثير النظام الغذائي على مخاطر الإصابة بالأمراض على المدى الطويل. ووفق تقارير صحية حديثة، فإن بعض الأنماط الغذائية ارتبطت بانخفاض مستويات الالتهاب، ليس فقط لدورها في تعزيز صحة القلب أو التحكم في مرض السكري، بل أيضًا لاحتمالية مساهمتها في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
ويبرز سرطان البنكرياس ضمن هذه النقاشات الصحية، نظرًا لارتباطه الوثيق بصحة التمثيل الغذائي، والسمنة، ومقاومة الإنسولين.
ما هو النظام الغذائي المضاد للالتهابات
يعتمد النظام الغذائي المضاد للالتهابات على تناول الأطعمة الكاملة قليلة المعالجة، والغنية بمضادات الأكسدة والمغذيات النباتية. وأوضح استشاريون في طب الأورام أن هذا النظام، الغني بالفواكه والخضراوات والمكسرات والحبوب الكاملة والبقوليات والدهون الصحية، يُعد من الأنظمة الغذائية الفعالة في تقليل الالتهابات والحد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض.
وأشار الخبراء إلى أن الالتهاب المزمن يرتبط بتلف الخلايا وزيادة احتمالات الإصابة بالسرطان، ما يجعل تقليل الالتهاب من خلال الخيارات الغذائية مجالًا مهمًا للوقاية.
السمات الأساسية للنظام الغذائي المضاد للالتهابات
يركز هذا النظام الغذائي على الأطعمة الطبيعية غير المصنعة، الغنية بمضادات الأكسدة والمركبات النباتية التي تساعد على مقاومة الإجهاد التأكسدي ودعم وظائف الخلايا الصحية. كما أن تقليل استهلاك اللحوم الحمراء، والأطعمة المصنعة، والسكريات المكررة، والدهون المتحولة، يسهم في خفض العبء الالتهابي على الجسم، إذ ترتبط الوقاية الصحية بقدر ما يتم استبعاده من النظام الغذائي بقدر ما يتم إضافته.
العلاقة بين التمثيل الغذائي وسرطان البنكرياس
أكد متخصصون أن هناك ارتباطًا واضحًا بين اضطرابات التمثيل الغذائي وزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، حيث تسهم السمنة، ومقاومة الإنسولين، وعدم انتظام مستويات السكر في الدم في رفع احتمالات الإصابة. وأظهرت دراسات حديثة وجود علاقة مباشرة بين الأنظمة الغذائية المحفزة للالتهابات وزيادة خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم.
وتشير هذه النتائج إلى الدور المحوري لصحة التمثيل الغذائي كحلقة وصل بين الالتهاب المزمن وخطر الإصابة بالسرطان.
و شدد خبراء على ضرورة تجنب التبسيط المفرط للعلاقة بين الالتهاب والسرطان، موضحين أن العلاقة بينهما قد تكون ثنائية الاتجاه، إذ يمكن للالتهاب أن يسهم في تطور السرطان، كما يمكن لبعض أنواع السرطان أن تُسبب التهابات في الجسم. ولهذا السبب، يصعب الوصول إلى استنتاجات سببية قاطعة.
ورغم أن بعض الأبحاث الأولية أظهرت أن العوامل المضادة للالتهابات قد توفر حماية ضد أنواع مختلفة من السرطان، فإن النتائج المتعلقة بسرطان البنكرياس تحديدًا لا تزال غير متسقة، ولا يوجد حتى الآن دليل علمي حاسم يؤكد وجود آلية وقائية مباشرة.
واتفق المختصون على أن فوائد النظام الغذائي المضاد للالتهابات تتجاوز الوقاية من السرطان، لتشمل تحسين صحة الأمعاء، ودعم التمثيل الغذائي، وتعزيز مستويات الطاقة والمناعة. وأكدوا أن اتباع نظام غذائي متوازن، إلى جانب ممارسة النشاط البدني بانتظام واعتماد نمط حياة صحي، يظل من أقوى الوسائل للوقاية من الأمراض على المدى الطويل.


