كتب : دينا كمال
كيف رسم الشرع والشيباني ملامح مستقبل سوريا وعلاقتها بروسيا قبل سقوط النظام؟
استعرض الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، قبل أيام من انطلاق معركة «ردع العدوان»، تصورات واضحة لمستقبل سوريا وشكل علاقاتها مع عدد من الدول، وفي مقدمتها روسيا، إضافة إلى رؤيتهم للعلاقة مع الشعب السوري.
وجاء ذلك ضمن فيلم وثائقي بعنوان «ردع العدوان»، تناول تفاصيل اللحظات المفصلية التي سبقت بدء المعركة التي انتهت بسقوط النظام السابق، وبلغت مدة الفيلم ساعتين، وعُرض يوم أمس الأحد في عدد من المحافظات السورية.
وأظهر الفيلم ما دوّنه الشرع والشيباني على لوح قبل أيام قليلة من بدء العمليات، حيث أوضح الشرع أنه كان في مكتب أسعد الشيباني قبل المعركة بنحو أسبوع، وجرى خلال ذلك رسم محاور التحرك على خريطة سوريا، وتحديد مسارات دخول حلب والتقدم نحو شرق البلاد، إضافة إلى خطط انتشار القوات بعد انتهاء المعركة، مؤكداً أن ما جرى لاحقاً جاء مطابقاً لما خُطط له.
من جانبه، أشار الشيباني إلى أنه كتب مجموعة من النقاط المتعلقة بخطاب معركة «ردع العدوان» الموجّه إلى المجتمع السوري وعدد من الدول، مؤكداً أن روسيا كانت حاضرة ضمن هذه الرؤية، حيث جرى تدوين نحو عشر نقاط خاصة بالعلاقة معها.
وتضمنت النقاط المكتوبة التأكيد على أن انتصار الثورة لا يقوم على تهديد المصالح الروسية في المنطقة، وأن سوريا المستقبل ستسعى إلى علاقات متوازنة مع جميع الأطراف، ولن تكون عاملاً لزعزعة الاستقرار الإقليمي، مع التشديد على أن الثورة مشروع بناء ووحدة لا انتقام.
وفيما يتعلق بالخطاب الموجه إلى روسيا، شددت الرؤية على تحييدها، والحفاظ على العلاقات التاريخية السورية–الروسية بعيداً عن الارتباط بشخص النظام، وعدم استخدام الأراضي السورية للإضرار بالمصالح الاستراتيجية، إلى جانب دعوة موسكو للتخلي عن دعم النظام السابق والوقوف إلى جانب خيار الشعب.
كما تطرقت النقاط إلى أن تحالفات النظام السابقة ألحقت أضراراً باستقرار المنطقة، وأفقدت سوريا دورها التاريخي الوسطي، وأسهمت في تصاعد الصراعات، مؤكدة أن الأحداث أثبتت تضليل النظام لحلفائه.
وعلى الصعيد الداخلي، تناولت الرؤية مسألة الطوائف، مؤكدة استحالة إلغائها أو إقصائها، وضرورة البحث عن حلول مستدامة تضمن العيش الآمن لجميع مكونات المجتمع، مع توجيه خطاب شامل لتجار سوريا، والعشائر، والمشايخ، والأكراد، واللاجئين، يدعوهم إلى المشاركة في بناء وطن موحد بعيداً عن الأجندات الخارجية.
وفي ما يخص مسار الثورة، أكدت النقاط الدخول في مرحلة جديدة لا تحتمل الخلافات، تقوم على الوعي والانضباط والوحدة، وترسيخ منطق الدولة لا منطق السلاح، مع الاعتراف بما مرت به الثورة خلال 14 عاماً من إخفاقات وإنجازات ودروس مستفادة.
ودعت الرؤية أبناء الثورة إلى استثمار اللحظة التاريخية، وتجاوز الخلافات، والانطلاق نحو مرحلة جديدة عنوانها الوحدة والرحمة والبناء والعدل والكرامة والانضباط.


