كتب : يسرا عبدالعظيم
مسيحيو غزة يحيون عيد الميلاد وسط أنقاض الحرب.. صلاة من أجل السلام وأمل لا ينطفئ
في مشهد إنساني مؤثر، أحيا المسيحيون الفلسطينيون في قطاع غزة قداس عيد الميلاد داخل كنيسة العائلة المقدسة، رغم مرور عامين على الحرب التي أنهكت القطاع وغيّرت ملامح الحياة فيه، إلا أن طقوس العيد حضرت بروحها، محمّلة بالأمل والصبر والتمسك بالحياة.
وأُقيم القداس وسط أجواء يغلب عليها الحزن الممزوج بالإيمان، حيث اجتمع المصلّون في الكنيسة رافعين الدعاء من أجل السلام، ومحاولين استعادة جزء من روح الميلاد التي غيّبتها الحرب وآثارها القاسية.
وقال رامي الفرا، أحد النازحين المقيمين في كنيسة دير اللاتين،
“نحاول اليوم أن نعيش أجواء عيد الميلاد، وأن نعيد ولو جزءًا بسيطًا من طقوس الفرح التي افتقدناها منذ بداية الحرب. الفرح هذا العام محدود جدًا، لكننا نحاول إدخاله إلى قلوب الأطفال الذين يعانون نفسيًا وجسديًا من آثار الحرب.”
وتؤوي الكنيسة حاليًا نحو 450 نازحًا، بينهم كبار سن ومرضى وأطفال وذوو احتياجات خاصة، يعيشون في ظروف صعبة داخل أسوارها، حيث تحولت الكنيسة إلى ملاذ إنساني في ظل استمرار الأزمات.
وعلى أنغام التراتيل الهادئة، وتحت ضوء الشموع الخافت، جلس المشاركون في صمت وخشوع، محاولين التقاط لحظة سلام وسط الدمار، واستعادة المعنى الروحي والإنساني لعيد الميلاد، في رسالة تؤكد أن الإيمان لا ينكسر حتى في أقسى الظروف.


