كتب : حسيبة صالح - سوريا
انطلقت ورشة “من طالب إلى رائد أعمال” بقيادة المهندس محمد نعمان الشعيبي، مدير شركة الشعيبي خطوة بخطوة التعليمية، لتعلن بداية مرحلة جديدة في حياة الطالب السوري، مرحلة التحرر من الفكر التقليدي، ومن انتظار الفرص، إلى صناعة المبادرة، وبناء المستقبل.
جاءت الورشة بمناسبة الاحتفاء بتحرير سوريا، لتؤكد أن التحرر لا يقتصر على الأرض، بل يجب أن يشمل العقل، الطموح، والرؤية. فالطالب السوري اليوم لم يعد مجرد متلقٍ للمعرفة، بل شريك في بناء وطنه، وقائد في مشروعه الخاص.
من التدريب إلى التمكين: مسارات عملية تقود إلى الريادة
قدّمت شركة الشعيبي خطوة بخطوة التعليمية نموذجاً تدريبياً متكاملاً، يجمع بين التعليم التطبيقي، والخبرة الواقعية، عبر أربعة مسارات رئيسية:
1. اللغة الإنجليزية – بالتعاون مع مركز مايلستون الدولي
بقيادة الأستاذ مميز أبو علان، تم التأكيد على أن اللغة الإنجليزية لم تعد خياراً، بل ضرورة. دعا الطلاب إلى تحويل هواتفهم وحواسيبهم إلى الإنجليزية، وقراءة القصص، وكتابة اليوميات، وحضور الأفلام، لأن اللغة هي بوابة العمل، والسفر، والشراكة.
أشار إلى أن كثيراً من الخريجين يعانون من انفصال عن الواقع المهني، وأن إتقان اللغة هو أول خطوة نحو الاندماج في سوق العمل العالمي.
2. ريادة الأعمال وإدارة المشاريع – مع الدكتور عامر خربوطلي
بخبرته كمدير لغرفة تجارة دمشق، شبّه خطة العمل بالنفق المظلم الذي يحتاج إلى دراسة شاملة فنية، تنظيمية، ومالية.
أوضح أن النجاح لا يأتي من الفكرة وحدها، بل من القدرة على تطبيقها، ودراستها، وتقديمها للمؤسسات التمويلية بشكل علمي.
شدد على أهمية دراسة الجدوى، وجودة الخدمة، ومعرفة القوانين، مؤكداً أن الريادة تبدأ من فهم السوق، لا من الحماس فقط.
3. الإعلام والتسويق والعلاقات العامة – مع الدكتورة حلا حنا
بأسلوبها الحيوي، تحدثت عن المهارات الفطرية والمكتسبة، مثل إدارة الوقت، الذكاء العاطفي، والمرونة، وأهمية توظيفها في المكان الصحيح.
أشارت إلى أن المهارات التقنية تختلف حسب المجال، وأن على الطالب أن يحدد توجهه، ويطور مهاراته وفقاً لحاجة السوق.
ركزت على أهمية بناء فرق عمل برؤية واضحة، وخطة تنفيذ، وتنمية روح التواصل، والتفويض، والتحفيز، والتقييم، لأن هذه العوامل تصنع بيئة عمل ناجحة.
4. إدارة الموارد البشرية – مع الأستاذ باسل تفكجي
أضاء على تفاصيل دقيقة لكنها جوهرية في التوظيف، مثل اللباس المناسب، احترام الوقت، وتجنب الحديث السلبي عن عمل سابق.
نصح الطلاب بدراسة التوصيف الوظيفي قبل التقديم، والبحث عن المهارات المطلوبة، وتجنب الأخطاء الشائعة التي قد تعيق القبول.
أكد أن ربط النظري بالعملي ضرورة، وأن الجامعات السورية يجب أن تعمل على تمكين الطلاب من تطبيق ما تعلموه على أرض الواقع
مداخلات الحضور: صوت الواقع يعلو
شاركت طالبة بكالوريا بتساؤل مؤثر: “أين الوقت لاكتساب المهارات؟”، في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها الطالب السوري، حيث يعمل كثيرون لتأمين تكاليف الدراسة.
جاءت مداخلة الدكتور عماد عساف لتؤكد هذا الواقع، مشيراً إلى أن الطالب بحاجة إلى دعم حقيقي ليتمكن من الجمع بين الدراسة واكتساب الخبرة.
أما الأستاذ محمد الشعيبي، فدعا الطلاب إلى التحقق من الجامعات والتخصصات، وعدم الوقوع في فخ الصفحات غير الموثوقة.
شدد على أهمية اختيار التخصص وفق ميول الطالب، لا وفق رغبة الأهل، لأن النجاح يبدأ من الشغف.
اقترح أن تُعرض مشاريع التخرج أمام أصحاب المؤسسات، ليحصل الطالب على تقييم واقعي، وخبرة مباشرة من السوق.
كما أوضح الفرق بين الماجستير الأكاديمي والمهني، مؤكداً أن الأخير يفتح أبواب العمل مباشرة، ويمنح الطالب أدوات تطبيقية حقيقية.
النتيجة المستهدفة: بناء جيل يقود الإعمار
من خلال هذه الورشة، ومن خلال المسارات التدريبية المتكاملة، تسعى شركة الشعيبي خطوة بخطوة التعليمية إلى:
• رفع كفاءة الطالب السوري ليكون فاعلاً في نهضة سوريا المقبلة.
• ربط التعليم بسوق العمل عبر تدريب واقعي وتطبيقي.
• تمكين الشباب من دخول عالم الاستثمار بثقة واحتراف.
• تحويل الطالب من متلقٍ للمعرفة إلى قائد، مبادر، وصاحب مشروع.
• بناء جيل جديد من رواد الأعمال القادرين على قيادة مرحلة الإعمار والاستثمار.
لم تكن الورشة مجرد لقاء تدريبي، بل كانت لحظة تحوّل، حيث بدأ الطالب السوري يفكر بصوت عالٍ، يناقش، يسأل، ويخطط.
شهادة الحضور الرسمية كانت رمزية، لكن الأثر الحقيقي كان في العقول التي بدأت ترى، وفي الأرواح التي بدأت تبادر.
إنها دعوة مفتوحة لكل طالب أن يتحرر من الانتظار، ويبدأ رحلته نحو الريادة، لأن سوريا الجديدة تحتاجه… قائداً، لا متفرجاً.


