كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
يعتمد كثير من الأشخاص على مكملات الحديد لعلاج فقر الدم أو رفع مستوى الهيموجلوبين في الدم، لكن فعالية هذه المكملات لا ترتبط بالجرعة وحدها، بل تتأثر أيضًا بنوعية الأطعمة والمشروبات التي يتم تناولها في نفس التوقيت. فبعض الأصناف الغذائية قد تعيق امتصاص الحديد في الجسم وتقلل من الاستفادة منه بشكل واضح.
في مقدمة هذه الأطعمة تأتي منتجات الألبان مثل الحليب والزبادي والجبن، لاحتوائها على نسب مرتفعة من الكالسيوم، وهو معدن يتنافس مع الحديد على الامتصاص داخل الأمعاء، ما يؤدي إلى تقليل كمية الحديد التي يستفيد منها الجسم عند تناولهما معًا.
كما يُعد الشاي والقهوة من أكثر المشروبات تأثيرًا على امتصاص الحديد، سواء كان الشاي الأسود أو الأخضر، بسبب احتوائهما على مركبات تقلل قدرة الجسم على امتصاص الحديد، خصوصًا إذا تم تناولهما قبل أو بعد الجرعة مباشرة.
المشروبات الغازية، خاصة تلك الغنية بالفوسفات، قد تؤثر أيضًا على امتصاص المعادن بشكل عام، ومن بينها الحديد، لذلك يُنصح بتجنبها في توقيت قريب من تناول المكملات.
الأطعمة الغنية بالألياف بكميات كبيرة، مثل الحبوب الكاملة وبعض الخضروات النيئة، قد تُضعف امتصاص الحديد إذا تم تناولها في نفس الوجبة، إذ يمكن للألياف أن ترتبط بالحديد داخل الجهاز الهضمي وتمنع استفادة الجسم منه.
كذلك تحتوي بعض البقوليات والمكسرات والحبوب غير المعالجة جيدًا على مركبات طبيعية قد تعيق امتصاص الحديد، خاصة عند تناولها بالتزامن مع المكملات، وهو ما يجعل الفصل الزمني بينهما أمرًا مهمًا.
ولا يقتصر الأمر على الأطعمة فقط، فبعض المكملات الغذائية الأخرى التي تحتوي على معادن مثل الكالسيوم أو الزنك قد تقلل من امتصاص الحديد عند تناولها في نفس الوقت، نتيجة التنافس بين المعادن داخل الأمعاء.
ولتحقيق أفضل استفادة من مكملات الحديد، يُفضّل تناولها بعيدًا عن هذه الأطعمة بساعتين على الأقل، مع إمكانية تناولها مع مصادر غنية بفيتامين سي مثل البرتقال أو الليمون، لما له من دور في تعزيز امتصاص الحديد. كما يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب أو المختص في حال استمرار الأعراض أو ظهور آثار جانبية مرتبطة بتناول المكملات.


