كتب : دينا كمال
إجلاء أول 21 مريضاً من غزة منذ مايو بسبب نقص الرعاية الطبية
ناشد مسؤول في منظمة “أطباء بلا حدود” الدول فتح أبوابها أمام عشرات الآلاف من سكان غزة المحتاجين للإجلاء الطبي، محذراً من وفاة المئات أثناء انتظارهم.
وأكد هاني إسليم، منسق عمليات الإجلاء الطبي من غزة للمنظمة، أن الأعداد المستقبلة حتى الآن “تمثل قطرة في محيط الحاجة”. وأوضحت تقديرات منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 8 آلاف مريض غادروا غزة منذ اندلاع الحرب بعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، بينما ما يزال أكثر من 16,500 مريض بحاجة للعلاج خارج القطاع.
وأشار إسليم، بعد مرافقة أطفال مصابين بأمراض خطرة إلى سويسرا لتلقي العلاج، إلى أن الرقم الفعلي للمرضى المحتاجين للإجلاء أعلى من المسجل، متوقعاً أن يتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف العدد الرسمي.
استقبلت أكثر من 30 دولة مرضى من غزة، لكن فقط عدد قليل منها، مثل مصر والإمارات، استقبل أعداداً كبيرة. في أوروبا، وصلت إيطاليا أكثر من 200 مريض، فيما لم تستقبل دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا أي مريض حتى الآن.
تباطؤ الإجلاء الطبي
وصلت سويسرا في نوفمبر الماضي 20 طفلاً من غزة، بينهم 13 طفلاً تراوحت أعمارهم بين شهرين و16 عاماً، يعانون من أمراض قلب خلقية وسرطان وبعضهم يحتاج إلى جراحات عظام معقدة. خضع الأطفال للجراحة فور وصولهم لتجنب مضاعفات خطيرة.
أوضح إسليم أن وتيرة الإجلاء تباطأت بشكل كبير بعد إغلاق إسرائيل معبر رفح في مايو 2024، حيث انخفض عدد المرضى المغادرين شهرياً من 1,500 إلى نحو 70 مريضاً، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أكتوبر 2025.
وأضاف أن نسبة رفض السلطات الإسرائيلية لطلبات الإجلاء تراجعت من 90% إلى 5%، لكنها لا تزال مرتفعة، مؤكداً: “لا ينبغي لإسرائيل منع أي مريض من مغادرة غزة للحصول على العلاج”.
تم تنفيذ 148 عملية إجلاء في أكتوبر و71 في نوفمبر، ومن المتوقع حوالي 30 عملية فقط في ديسمبر، بسبب طول وتعقيد الإجراءات في الدول المستقبلة للمرضى، وفقاً لإسليم.
وأشار المسؤول إلى أن 99.9% من الدول تطلب استقبال الأطفال فقط، متجاهلة البالغين الذين يمثلون ثلاثة أرباع المحتاجين للإجلاء. كما تمنع بعض الدول المرضى المصحوبين بأفراد عائلاتهم الأكبر سناً.
ودعا إسليم الدول إلى “التوقف عن إجراء الاختيارات كقائمة تسوق، والتركيز فقط على الحاجات وإنقاذ الأرواح البشرية”.


