كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت مدرجات ملعب ريال مدريد حالة من التوتر غير المعتاد بعدما وجّهت جماهير الفريق صافرات استهجان وانتقادات حادة للنجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، في مشهد أثار جدلًا واسعًا داخل وخارج الملعب، ودفع اللاعب إلى رد فعل ناري لفت أنظار الجميع.
الواقعة جاءت خلال إحدى المباريات الأخيرة للفريق، حيث لم يكن أداء فينيسيوس على المستوى المنتظر من جماهير اعتادت منه الحسم والسرعة والتأثير المباشر في النتائج. ومع تكرار إهدار الفرص والدخول في التحامات فردية غير ناجحة، بدأت أصوات الاعتراض تتعالى من المدرجات، وهو ما بدا واضحًا على اللاعب داخل أرض الملعب.
فينيسيوس لم يُخفِ استياءه من رد فعل الجماهير، وظهر عليه الغضب الشديد عقب إحدى اللقطات، حيث قام بإشارات غاضبة بيديه، وتبادل كلمات حادة مع بعض المشجعين القريبين من خط التماس، في تصرف فسّره البعض على أنه تعبير عن الإحباط، بينما اعتبره آخرون تصعيدًا غير مبرر تجاه جمهور دعمه لسنوات.
الكاميرات التقطت لحظات توتر واضحة على وجه النجم البرازيلي، خاصة بعد استبداله أو مع نهاية الشوط، إذ توجه إلى مقاعد البدلاء وهو يهز رأسه بعصبية، في مشهد فتح باب التكهنات حول حالته النفسية والضغوط التي يتعرض لها هذا الموسم، سواء بسبب تراجع المستوى أو الانتقادات المستمرة من الإعلام والجماهير.
الجهاز الفني لريال مدريد حاول احتواء الموقف داخل الملعب، حيث بدا واضحًا تدخل بعض زملاء فينيسيوس لتهدئته، في محاولة لمنع تطور الأزمة. كما حرص المدرب على عدم الدخول في سجال علني بعد المباراة، مكتفيًا بالتأكيد على أن جميع اللاعبين يمرون بلحظات صعبة، وأن الدعم الجماهيري يظل عنصرًا أساسيًا لتجاوزها.
على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسمت الآراء بشكل حاد، إذ دافع قطاع من جماهير ريال مدريد عن فينيسيوس، معتبرين أنه يتعرض لضغوط كبيرة وأن ما حدث رد فعل إنساني طبيعي، خاصة في ظل الاستفزاز المستمر داخل الملاعب. في المقابل، رأى آخرون أن اللاعب مطالب بضبط أعصابه واحترام الجماهير، مهما كانت حدة الانتقادات.
الجدل امتد إلى محللين ونقاد رياضيين، الذين أشاروا إلى أن فينيسيوس يمر بمرحلة دقيقة في مسيرته مع ريال مدريد، تتطلب منه التركيز على الأداء داخل الملعب والابتعاد عن الانفعال، خاصة أنه يُعد أحد الأعمدة الأساسية في مشروع الفريق، وأي توتر في علاقته بالجماهير قد يؤثر سلبًا على مستواه وثقته بنفسه.
وبين الغضب والدفاع، يبقى فينيسيوس أمام اختبار صعب في الفترة المقبلة، حيث سيكون مطالبًا بالرد داخل الملعب فقط، واستعادة بريقه المعتاد، في وقت يأمل فيه جمهور ريال مدريد أن تتحول هذه الأزمة إلى نقطة انطلاق جديدة، لا شرارة لمزيد من التوتر والانقسام.


