كتب : دينا كمال
خبير يحذر: بياناتك الرقمية أغلى من المال وأخطر من السلاح
في عصر أصبحت فيه الهوية الرقمية أرقامًا ورموزًا، تحوّل تسريب البيانات إلى أحد أخطر الجرائم الرقمية التي تهدد الأفراد والدول والمؤسسات.
أوضح الدكتور محمد محسن رمضان، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، أن كل معلومة بسيطة قد تتحول إلى مال أو ابتزاز أو انتحال هوية، أو حتى هجمات سيبرانية طويلة المدى.
وأضاف أن التسريبات تشمل أرقام الهواتف، البريد الإلكتروني، كلمات المرور، بيانات البطاقات البنكية، المستندات، الصور، والسجل الطبي أو الوظيفي، والموقع الجغرافي وسلوك المستخدم الرقمي.
وتحدث عن طرق حدوث التسريبات، من اختراق قواعد بيانات الشركات الكبرى، أو ضعف كلمات المرور، أو الروابط والتطبيقات الاحتيالية، أو الهندسة الاجتماعية، لتنتقل بعدها البيانات إلى أسواق “الدارك ويب” حيث تُباع وتُتبادل بين مجموعات هاكرز، وتستخدم في هجمات لاحقة مثل الفيشينج والفدية الإلكترونية.
وأشار رمضان إلى أن المستفيدين من البيانات المسروقة ليسوا مجرد هاكرز، بل عصابات الجريمة المنظمة، شركات الإعلان غير القانونية، جهات تجسس رقمي، والمحتالون الرقميون، الذين يستخدمون البيانات لإنشاء سيناريوهات احتيالية مقنعة.
بدوره، أفاد اللواء أبوبكر عبد الكريم، مساعد أول وزير الداخلية المصري الأسبق، بأن البيانات المسروقة تستخدم في الابتزاز الإلكتروني، انتحال الهوية، اختراق الحسابات، وسرقة الأموال من البنوك والمحافظ الإلكترونية، خصوصًا إذا تضمنت معلومات أمنية أو كلمات مرور مكررة.
ولكشف التسريبات، أشار إلى أدوات موثوقة مثل “Have I Been Pwned”، “Firefox Monitor”، “Google Password Checkup”، وبرامج حماية مثل Bitdefender وKaspersky، والتي تتيح معرفة ما إذا كانت بياناتك ضمن أي تسريب.
وشدد عبد الكريم على قواعد حماية البيانات، من استخدام كلمات مرور مختلفة لكل حساب، تفعيل المصادقة الثنائية، مراجعة أذونات التطبيقات، وعدم مشاركة المعلومات الحساسة في منصات غير موثوقة، مؤكداً أن حماية البيانات لم تعد رفاهية بل ضرورة أمنية وفردية، خصوصًا مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي.


