كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تشهد منطقة الساحل الأفريقي تصاعدًا خطيرًا في نشاط الجماعات الإرهابية، مما يعيد رسم خريطة الإرهاب العالمية ويحوّل التركيز من الشرق الأوسط إلى قلب أفريقيا. فالتقارير الدولية تشير إلى أن دول الساحل مثل مالي، النيجر، وبوركينا فاسو أصبحت مراكز رئيسية للعمليات الإرهابية، حيث سجلت المنطقة أكبر عدد من ضحايا الإرهاب عالميًا بحسب تقرير مؤشر الإرهاب العالمي 2025.
ويتركز نشاط الجماعات المسلحة في المنطقة على تنظيمات مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، والتي استفادت من الفراغ الأمني والتراجع النسبي للجهود الدولية التقليدية.
ويعزى هذا التحول في خريطة الإرهاب إلى عدة عوامل:
الأزمات السياسية والانقلابات العسكرية التي أضعفت قدرة الحكومات على بسط الأمن.
تراجع الوجود الغربي التقليدي مثل القوات الفرنسية وقوات الإيكواس، مما أتاح فراغًا أمنيًا.
شبكات معقدة من الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، ما يزيد صعوبة محاربتها.
وقد دفعت هذه التطورات الدول في الساحل إلى تعزيز التعاون العسكري المشترك، حيث أطلقت مالي والنيجر وبوركينا فاسو مؤخرًا عمليات عسكرية واسعة ضد الجماعات المتطرفة، بهدف الحد من تهديداتها للأمن الإقليمي والدولي.
وتشير التحليلات إلى أن الأحداث في الساحل الأفريقي تمثل تحولًا استراتيجيًا في مواقع الإرهاب العالمي، ما يستدعي إعادة النظر في سياسات الأمن الدولي وتكثيف الجهود متعددة الأطراف للتصدي لهذا التحدي الذي بات بؤرة جاذبة للجماعات المتشددة من مختلف أنحاء العالم.


