كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تشهد أوروبا موجة من التحركات والتحذيرات العسكرية المتصاعدة مع ما يُنظر إليه في بعض العواصم الغربية على أنه تهديد روسي متنامٍ قد يقود إلى احتكاك أوسع في المستقبل، في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا والتوترات بين موسكو والغرب.
تحركات فرنسية وألمانية وبريطانية:
• في فرنسا، دعا رئيس أركان الجيش الفرنسي المواطنين إلى الاستعداد لاحتمال مواجهة عسكرية واسعة مع روسيا، في إشارة إلى تغير النظرة الأمنية الأوروبية منذ نهاية الحرب الباردة. الحكومة كذلك تقرّب الميزانيات الدفاعية وتؤكد على ضرورة تعزيز استعدادات الجيش لمواجهة تهديدات مباشرة أو غير مباشرة.
• ألمانيا خصصت ميزانية دفاعية تزيد عن 52 مليار يورو لتعزيز قدرات قواتها المسلحة وإجراء مناورات تهيئها لاحتمالات مختلفة تشمل مواجهة مع روسيا، فيما تتوسع برلين في تحديث جيشها وتحسين جاهزيته التشغيلية.
• في بريطانيا، حذر رئيس هيئة الأركان من خطر تصاعد التوتر مع روسيا، داعيًا إلى استعدادات وطنية أكبر تشمل تعزيز القدرات العسكرية وتشجيع التجنيد وتحديث التكنولوجيا الدفاعية، مع التأكيد على ضرورة أن تكون البلاد مستعدة لأي سيناريو محتمل.
تصريحات وتحذيرات أكبر:
أصدر مسؤولون غربيون تصريحات قوية حول ضرورة الاستعداد لأي نزاع أوسع نطاقًا، مؤكدين أن روسيا تمثل عنصر تهديد مباشر لأمن أوروبا، وأن التحالفات الأوروبية والأطلسية تحتاج إلى تعزيز قدراتها الدفاعية المشتركة. وفي المقابل، وصفت روسيا مثل هذه التحذيرات بأنها استفزازية ولا أساس لها، مؤكدة أنها لا تسعى إلى حرب لكنها على استعداد للدفاع القوي إذا تعرضت لأي هجوم.
السياق الأوسع:
تصاعد هذه التحركات يأتي على خلفية استمرار الحرب الروسية‑الأوكرانية، وما تخلّفه من ضغط أمني في أوروبا، حيث تسعى دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تعزيز دفاعاتها في مواجهة تهديدات برية وجوية وحتى تهديدات نووية محتملة، رغم أن الجانبين يكرران أن النزاع المباشر ليس هدفًا، لكنهما يتخذان إجراءات احترازية غير مسبوقة في السنوات الأخيرة.


