كتب : حسيبه صالح/سوريا
اكتشف الإنسان منذ القدم أن النجاح ليس محطة واحدة، بل رحلة تتطلب بوصلة داخلية دقيقة. وفي محاضرة ملهمة بعنوان “بوصلة النجاح”، قدّم الدكتور محمد عصام محو رؤية متكاملة للنجاح، لا تُقاس فقط بالإنجازات، بل بالتوازن بين الروح والعقل والجسد، وبين الماضي والحاضر والمستقبل، وبين الذات والله والناس .
أُقيمت المحاضرة في دار الأوبرا دمشق، يوم 18 ديسمبر 2025، الساعة السادسة مساءً، برعاية وزارة الثقافة، وبتنظيم من مركز التدريب المهني العالي في الإمارات. الدعوة كانت عامة، والإقبال فاق التوقعات، حيث امتلأت القاعة الرئيسية بالكامل، واضطر بعض الضيوف للجلوس في قاعة الدراما المجاورة للاستماع فقط. التفاعل الجماهيري كان لافتاً، والتصفيق الحار لم ينقطع، والأسئلة التي وُجهت للدكتور حملت فضولاً واهتماماً حقيقياً، مما أضفى على اللقاء طابعاً حيوياً واستثنائياً.
العلاقات الثلاث: جذور النجاح

وعندما بدأ الدكتور عصام بالحديث عن العلاقات الثلاث، أوضحها بطريقة وجدانية ومترابطة جعلت الرابط بين عناصرها جلياً أمام الحضور:
• العلاقة مع الله: تبدأ بالشكر، تمر بالاستعانة، وتُزهر بالطاعة.
• العلاقة مع الآخرين: لا نجاح دون تواصل، ولا تواصل دون تفهم وتواضع وتقدير.
• العلاقة مع النفس: أن تعرف نقاط ضعفك وتحتضنها، وتدرك نقاط قوتك وتوجهها.
الأزمنة الثلاث: اتجاهات البوصلة
• الماضي: بالتسامح والفخر والتقدير الإيجابي، نتعلم من السلبي ونمضي.
• الحاضر: بالشجاعة والمبادرة والالتزام، يُصنع الفرق.
• المستقبل: يُبنى بالنية والطموح والتوكل وحسن الظن بالله.
الأمكنة الثلاث: مساحات النجاح
• العقل: القراءة، متابعة الناجحين، واكتساب المهارات.
• القلب: الذكاء العاطفي والانفعالي واللغوي.
• الجسد: الصحة النفسية، الغذاء، النوم، والرياضة.
من هو الدكتور محمد عصام محو؟
دبلوماسي وأكاديمي بارز، ومستشار في مجالي الإعلام والبروتوكول. عمل في مناصب دبلوماسية في جنيف، ودرّب كبار الشخصيات في السعودية والإمارات، وقدم استشارات في 16 دولة.
نُشرت أبحاثه في قاعدة “Scopus”، وألّف منهاج دبلوم الإعلام والعلاقات العامة في جامعة عجمان.، ويحمل دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية وحقوق الإنسان، ودكتوراه في الإعلام التربوي.
حين تتوازن علاقاتك، وتتصالح مع أزمنتك، وتعتني بأمكنتك، تصبح بوصلة النجاح بين يديك. ليس النجاح هدفاً بعيداً، بل هو حالة داخلية تُبنى كل يوم، بكل فعل صغير، بكل نية صادقة، وبكل فسيلة تُزرع ولو قامت القيامة .


