كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 70 ألفًا و945 شهيدًا، في رقم يعكس حجم الدمار والخسائر البشرية غير المسبوقة التي يشهدها القطاع منذ اندلاع العمليات العسكرية، وسط أوضاع إنسانية توصف بأنها الأسوأ في تاريخ غزة الحديث.
وأفادت الجهات الصحية في القطاع بأن العدد المعلن يشمل آلاف الأطفال والنساء وكبار السن، في وقت ما تزال فيه أعداد كبيرة من الضحايا تحت الأنقاض أو في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب القصف المستمر وانهيار البنية التحتية. كما أشارت إلى أن أعداد المصابين تجاوزت مئات الآلاف، غالبيتهم يعانون من إصابات خطيرة وإعاقات دائمة في ظل عجز المنظومة الطبية عن الاستجابة الكاملة.
وتعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، ما أدى إلى خروج عدد كبير منها عن الخدمة، فيما يعمل ما تبقى بإمكانات محدودة للغاية. وأكد أطباء أن غرف العمليات مكتظة، وأن الطواقم الطبية تعمل لساعات طويلة في ظروف قاسية، مع تزايد أعداد الجرحى يومًا بعد يوم.
في السياق ذاته، أدى القصف المتواصل إلى دمار واسع في الأحياء السكنية، حيث سويت آلاف المنازل بالأرض، وتضررت مدارس وجامعات ودور عبادة، ما تسبب في تشريد مئات الآلاف من السكان الذين باتوا يعيشون في مراكز إيواء مكتظة أو في العراء، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب.
وحذرت منظمات إنسانية من أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية شاملة، مع تفشي الأمراض وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال، في ظل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، وصعوبة توزيعها بسبب الوضع الأمني المتدهور.
سياسيًا، تواصلت ردود الفعل العربية والدولية المنددة باستمرار العدوان، حيث جددت عدة أطراف دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات. كما طالبت بتحقيقات دولية مستقلة حول ما يجري في القطاع، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بحق المدنيين.
في المقابل، تؤكد الجهات الفلسطينية أن الأرقام المتزايدة للشهداء تعكس استهدافًا ممنهجًا للمدنيين والبنية التحتية، مشددة على أن استمرار العمليات العسكرية دون أفق سياسي ينذر بمزيد من التصعيد وسقوط المزيد من الضحايا.
ومع استمرار العدوان، يبقى المشهد في غزة مفتوحًا على مزيد من المآسي الإنسانية، في وقت تتضاءل فيه فرص النجاة للمدنيين، وتزداد الحاجة إلى تحرك دولي عاجل يضع حدًا لهذه الكارثة المتفاقمة ويمنع ارتفاع حصيلة الضحايا إلى أرقام أكثر فداحة.


