كتب : حسيبة صالح /سوريا
تفتح دمشق أبوابها للنقاش، وتجلس حول طاولة نادي الكتاب لتقرأ رواية واسيني الأعرج أصابع لوليتا. لم يكن اللقاء مجرد قراءة عابرة، بل كان غوصًا في جرح المثقف العربي، رحلة في المنفى والاغتراب، وفي الحب الذي يتجاوز حدود العاطفة ليصبح سؤالًا وجوديًا.
طرحت الرواية أمام الحاضرين سؤال الحرية: هل المنفى خلاص أم امتداد آخر للقمع؟ وهل يمكن للكلمة أن تكون طريقًا للتحرر كما كانت دموع المجدلية طريقًا للنور؟
🌿 أصوات من الحاضرات
• قالت بتول : “لوليتا ليست امرأة فقط، هي مرآة لقلقنا الداخلي.
• علّقت دينا : “لوحة المجدلية جعلتني أرى أن الخلاص ليس وهماً، بل رحلة تبدأ من مواجهة الذات قبل مواجهة العالم.”
• وأضافت لمى : “الأدب هنا ليس ترفاً، بل ضرورة، لأنه يفتح جرحاً لكنه يمنحنا أيضاً لغةً للشفاء.”
💖 الحب والمشاعر في الرواية
لم يكن الحب في أصابع لوليتا مجرد قصة عاطفية عابرة، بل كان مساحة للنجاة وسط العتمة. الحب هنا يتجاوز حدود الجسد ليصبح لغة مقاومة، ونافذة على الحرية التي يعجز الفكر والسياسة عن تحقيقها. في علاقة البطل مع لوليتا، يتجلى التناقض الإنساني بين البراءة والغواية، بين الرغبة في الانعتاق والخوف من السقوط.
المشاعر في الرواية ليست زينة للنص، بل هي جوهر التجربة الإنسانية؛ فهي التي تمنح المثقف القدرة على الاستمرار رغم المنفى والرقابة، وهي التي تجعل من الأدب مرآةً للجرح وأداةً للشفاء في آن واحد. الحب هنا ليس خلاصًا فرديًا فقط، بل هو وعد بأن الإنسان، مهما كان مثقلًا بالهزائم، يستطيع أن يجد في الآخر معنىً جديدًا للحياة.
🎨 بين لوليتا والمجدلية
في النقاش، بدت شخصية “لوليتا” أكثر من مجرد امرأة؛ كانت رمزًا للتناقضات الإنسانية، بين البراءة والغواية، بين الطهر والرغبة في الحرية. البعض رأى فيها مرآة لصراع المثقف مع ذاته، فيما اعتبرها آخرون نافذة على الخلاص الممكن عبر الحب والفن.
لوحة المجدلية التي استحضرها الأعرج في النص، أضافت بعدًا فلسفيًا وروحيًا للنقاش. فقد تحولت إلى رمز للتوبة والنهضة، لتطرح سؤالًا عميقًا: هل يستطيع المثقف أن ينهض من سقوطه كما نهضت المجدلية من خطيئتها، ليحمل رسالة جديدة للعالم؟
دمشق، التي عرفت المنفى والجرح، وجدت في الرواية صدىً لأسئلتها الخاصة. كان النقاش أشبه بمرآة تعكس وجع المدينة، لكنها في الوقت نفسه تفتح بابًا للأمل: أن الأدب ليس فقط مرآة للجرح، بل يمكن أن يكون أداة للشفاء، وأن الحب والفن قد يمنحان الإنسان خلاصًا أعمق من السياسة والفكر.


