كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تقع المناطق الجبلية المعروفة بزراعة الشاي في سريلانكا — مثل نوارا إيليا وبادولا — وسط مناظر دمرتها الانهيارات الأرضية والفيضانات بعد الأمطار الغزيرة التي صاحبت الإعصار.
فرق الإنقاذ والمسعفون ما زالوا ينتشلون جثثًا من الأرض الموحلة والطينية، بينما بعض المنازل ظهر سقفها فقط من تحت كميات هائلة من الطين.
في بعض المناطق، اختفت الطرق بالكامل: الأرض انزلقت، والانهيارات طمرت الطرق والمركبات، حتى أن دورات الانقاذ والأغاثة باتت ممكنة فقط عن طريق الجو.
الدمار طال ليس فقط البشر، بل حرفة الشاي نفسها — مزارع الشاي، المصانع، ومساكن عمال الشاي تضررت أو دفنت تحت الطين.
حتى الآن: حسب المسؤولين، قُدّر عدد القتلى بـ 465 شخصًا، وما يزال 366 في عداد المفقودين.
—
حصيلة مروعة على مستوى البلاد — وفيضانات وانهيارات متنوّعة
قبل أن تصل الأرقام إلى 465 قتيلًا، كانت التقارير الرسمية تشير إلى أن وفاة 159 شخصًا على الأقل قد تم تأكيدها، مع مئات المفقودين إثر فيضانات وانهيارات أرضية في مناطق عدة من الجزيرة.
آلاف المنازل تضررت أو دُمرت بالكامل، فيما نزح عشرات آلاف السكان إلى ملاجئ مؤقتة.
مناطق في العاصمة كولومبو وغيرها شهدت فيضانات كبيرة — بعضها تسبب في غرق سيّارات، وتعطّل خدمات النقل والمواصلات، بما في ذلك القطارات.
—
أزمة إنسانية شاملة: نزوح جماعي، إجلاء جوي، وحالة طوارئ وطنية
الحكومة أعلنت حالة الطوارئ، فيما قوات الدفاع الجوي والرئيسي يشاركان في جهود الإغاثة.
هليكوبترات تحمل مواد إغاثة ومياه وأغذية تصل المناطق المنكوبة، خصوصًا الجبلية التي انقطعت عنها الطرق.
منظمات دولية ومحلية بدأت تنادي لتقديم مساعدات عاجلة، بسبب الضغط الهائل على مرافق الإيواء والرعاية الطبية.
—
ماذا يحدث بعد؟ — أفق قاتم وأمل في إعادة الإعمار
ما زالت فرق البحث والإنقاذ تعمل على الوصول إلى القرى المعزولة التي ربما تحتوي على مفقودين تحت الأنقاض والطين.
لكن الأضرار للبنية التحتية — طرق، جسور، مزارع شاي، مساكن — ضخمة، ما يعني أن عملية التعافي قد تحتاج أسابيع، إن لم يكن أشهرًا.
وفي ظل توقعات بهطولات مطرية إضافية، هناك مخاوف من انهيارات جديدة، ما يضع المواطنين والجهات المعنية في سباق مع الزمن.


