كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
وسط هبوط كبير في أسعار الكاكاو عالميًا بعد الارتفاع التاريخي الذي شهده العام الماضي، لا يزال المستهلك يدفع أسعارًا مرتفعة لشوكولاتة الكريسماس في المتاجر، مما أثار تساؤلات حول سبب عدم انعكاس هذا الانخفاض على تكلفة الشوكولاتة في موسم الأعياد.
وانخفضت أسعار الكاكاو إلى نحو مستويات منخفضة مقارنة بذروتها السابقة، لكن هذا الهبوط لم يُترجم إلى خفض مماثل في أسعار منتجات الشوكولاتة على الرفوف، بما في ذلك حلوى الكريسماس المعبأة والقطع الموسمية التي يزداد الطلب عليها خلال موسم العطلات.
ويرجع الخبراء هذا التباين بين انخفاض خام الكاكاو وأسعار التجزئة إلى عدة عوامل، من بينها أن شركات تصنيع الشوكولاتة اضطرت في الماضي إلى رفع أسعارها بهدف تعويض التكاليف العالية التي تحملتها أثناء ارتفاع أسعار الكاكاو في فترة سابقة، ولا تزال هذه الشركات تعمل على تصريف المخزونات التي اشتُريت بأسعار مرتفعة، ما يجعل خفض الأسعار في الأسواق أمرا صعبًا وسريعًا.
كما يشير محللون إلى أن انخفاض الأسعار في سوق الكاكاو قد لا ينعكس مباشرة على أسعار الشوكولاتة قبل النصف الثاني من عام 2026، حيث تحتاج سلاسل التوريد والتصنيع إلى وقت طويل للاستفادة من التراجع في أسعار المواد الخام، وقد تعتمد الشركات أحيانًا على خفض كمية الكاكاو في الوصفات أو تقليص حجم المنتج بدلاً من خفض السعر.
ومن ناحية أخرى، تظل مخاطر الإنتاج في مناطق الغرب الأفريقية — التي تمثل الجزء الأكبر من إنتاج الكاكاو العالمي — متقلبة بسبب تحديات مناخية وأمراض المحاصيل، ما يفرض ضغوطًا على التوريد ويجعل الشركات أكثر حذرًا في تحديد الأسعار حتى مع هبوط الأسعار الأولية.
في ظل هذه الظروف، من المتوقع أن يستمر المستهلكون في مواجهة أسعار شوكولاتة مرتفعة خلال موسم الكريسماس هذا العام، بينما يبقى الأمل لدى البعض في أن تنعكس التغيرات في سوق الكاكاو على أسعار التجزئة في المستقبل القريب، مع استمرار تراجع الأسعار والتكيف مع المخزونات القديمة.