كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
يشهد قطاع المغناطيسات المصنوعة من العناصر الأرضية النادرة ازدهارًا في ظل هيمنة الصين على أسواق المعادن الاستراتيجية، وسط سعي دول غربية وشركات عالمية لبناء سلاسل إمداد محلية متكاملة تقلّل الاعتماد على سوق بكين.
تُستخدم العناصر الأرضية النادرة مثل النيوديميوم والبراسيوديميوم في تصنيع مغناطيسات قوية تُعد أساسية في العديد من الصناعات التقنية الحديثة، من السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح إلى الإلكترونيات الاستهلاكية والأجهزة الدفاعية، مما يجعل الطلب عليها في تزايد مستمر عالميًا.
الصين تسيطر على الجزء الأكبر من سوق هذه المعادن — من استخراج الخام إلى المعالجة والتكرير وتصنيع المغناطيسات — مما منحها قدرة استثنائية على التحكم في سلسلة التوريد العالمي بأكملها. وقد دفع ذلك دولًا وشركات إلى تبنّي استراتيجيات جديدة لتعزيز إنتاجها من المعادن النادرة والمغناطيسات في السنوات المقبلة.
وفي هذا السياق، يرى محللون أن اعتماد العالم على الصين يعد فرصة ذهبية لمصنّعي المغناطيسات خارجها، إذ يبحثون عن بدائل محلية أو إقليمية تقلّل مخاطر الاعتماد على جهة واحدة في سلسلة الإمداد. وقد شهدت مؤشرات السوق مؤخرًا توجّهًا لتوسيع الإنتاج في دول مثل الولايات المتحدة واليابان وأوروبا، مع ضغوط لإنشاء مرافق تصنيع جديدة والمزيد من استثمارات البحث والتطوير في هذا المجال الحيوي.
وتُعد هذه الحركة فرصة كبيرة للمستثمرين والمصنعين غير الصينيين لخوض منافسة عالمية في سوق المغناطيسات عالي الأداء، خصوصًا مع زيادة الطلب على تقنيات الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية وغيرها من الصناعات التي تعتمد بشكل كبير على هذه المواد.


