كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلن البنتاغون أن القوات الأميركية نفّذت “ضربة مميتة” ضد قارب يشتبه في تهريبه مخدرات في شرق المحيط الهادي، وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص كانوا على متنه.
الضربة تُعتبر جزءاً من حملة أوسع أطلقتها واشنطن منذ بداية سبتمبر 2025، تستهدف ما تصفهم بـ «عصابات تهريب المخدرات» — وقد نفّذت عبر البحر الكاريبي والمحيط الهادي.
وزير الحرب الأميركي Pete Hegseth قال إن القارب المستهدف كان معروفاً لدى الاستخبارات بكونه «يسير على طريق تهريب معروف ويحمل مخدرات». وأضاف أن الضربة حصلت في مياه دولية، ولم تُصب أي قوات أميركية بأذى.
لكن الضربة أثارت جدلاً واسعاً: منتقدون يرون أنّ استخدام القوة العسكرية ضد قوارب مشتبه فيها — من دون تحقيق أو محاكمة — قد يُعد “قتل خارج نطاق القضاء” وينتهك القانون الدولي.
ونشرت القيادة الجنوبية الأميركية، ومقرها فلوريدا، مقطع فيديو للضربة الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي ، مع بيان جاء فيه أنه بتوجيه من بيت هيجسيث ، وزير الدفاع، “نفذت فرقة العمل المشتركة “الرمح الجنوبي” ضربة حركية مميتة على سفينة في المياه الدولية تديرها منظمة إرهابية محددة”.
أكدت المعلومات الاستخباراتية أن السفينة كانت تحمل مخدرات غير مشروعة، وتعبر طريقًا معروفًا لتهريب المخدرات في شرق المحيط الهادئ. وأضاف البيان أن أربعة رجال من تجار المخدرات الإرهابيين كانوا على متن السفينة قُتلوا.
وأظهرت اللقطات انفجارا كبيرا فجأة فوق قارب صغير أثناء تحركه في المياه، تلاه صورة لسفينة تحترق والدخان الأسود يتصاعد في السماء.
كانت الضربة الأخيرة هي الأولى منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع. وتأتي في الوقت الذي يكافح فيه البنتاغون والبيت الأبيض للإجابة على أسئلة حول الأساس القانوني لحملة قتل مهربي المخدرات المشتبه بهم بضربات عسكرية، حيث وعد المشرعون الأمريكيون بالتحقيق في أول هجوم من نوعه، في سبتمبر/أيلول، والذي قُتل فيه ناجيان متشبثان بالحطام في ضربة لاحقة.
واجه هيجسيث تدقيقًا متزايدًا بشأن هجوم 2 سبتمبر، عقب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست يفيد بأن وزير الدفاع وجه تعليمات شفهية للجيش “بقتلهم جميعًا”. يوم الخميس، قدّم نائب ديمقراطي لائحة اتهام ضد هيجسيث، مشيرًا إلى هجوم القارب وتقرير خلص إلى أنه خالف القواعد بمشاركة معلومات حول هجوم على سيجنال، لكن من غير المرجح أن يُكتب النجاح لمثل هذا الجهد.
صرح الأدميرال الأمريكي الذي قاد الهجوم للمشرعين يوم الخميس بأنه لم يكن هناك أمرٌ بقتل جميع من كانوا على متن الطائرة. ومع ذلك، وصف جيم هايمز، عضو الكونغرس الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، لقطات هجوم سبتمبر، التي يُقال إنها تُظهر اثنين من الناجين متشبثين بالحطام، بأنها “من أكثر الأمور المقلقة التي رأيتها خلال فترة خدمتي في الخدمة العامة”.


