كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
وجّه ملك بريطانيا رسالة إنسانية مؤثرة بمناسبة عيد الميلاد، دعا فيها إلى التمسك بقيم الرحمة والوحدة والتعاطف بين البشر، في وقت يشهد فيه العالم تصاعدًا في الصراعات المسلحة والانقسامات السياسية والاجتماعية، وما يرافقها من معاناة إنسانية واسعة النطاق.
وأكد الملك في كلمته السنوية أن العالم يمر بمرحلة دقيقة تتطلب من الجميع إعادة النظر في طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض، مشيرًا إلى أن مشاهد الحروب والنزوح والدمار التي تهيمن على الأخبار اليومية تفرض مسؤولية أخلاقية جماعية للبحث عن السلام بدلًا من تعميق الانقسامات. وشدد على أن الاختلاف في الآراء أو الخلفيات الدينية والثقافية لا ينبغي أن يكون سببًا للصراع، بل يمكن أن يكون مصدر قوة إذا ما بُني على الاحترام المتبادل.
وتناول الملك في رسالته المعاني الرمزية لعيد الميلاد، معتبرًا أن هذه المناسبة تمثل دعوة للتأمل في قيم التضامن والعطاء، والوقوف إلى جانب الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمعات. وأشار إلى أن الرحمة ليست مجرد شعور عاطفي، بل سلوك عملي يظهر في دعم المحتاجين، ومساندة المتضررين من النزاعات والكوارث، والعمل على تخفيف معاناة الآخرين أينما وجدوا.
كما تطرق الملك إلى تجاربه الشخصية خلال لقاءاته مع أشخاص من ديانات وثقافات مختلفة، مؤكدًا أنه لمس وجود قواسم إنسانية مشتركة تجمع الجميع، أبرزها الرغبة في العيش بسلام والحفاظ على كرامة الإنسان. وأوضح أن هذه القيم المشتركة يمكن أن تشكل أساسًا قويًا لبناء عالم أكثر استقرارًا وعدلًا، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها المجتمع الدولي.
وفي سياق حديثه، شدد الملك على أهمية الوحدة داخل المجتمعات، لافتًا إلى أن الانقسامات الداخلية لا تقل خطورة عن النزاعات بين الدول، لأنها تضعف النسيج الاجتماعي وتفتح الباب أمام مزيد من التوتر والعنف. ودعا إلى تعزيز الحوار والتفاهم، والابتعاد عن خطاب الكراهية والإقصاء، معتبرًا أن الاحترام المتبادل هو الطريق الوحيد للحفاظ على التماسك المجتمعي.
واختتم ملك بريطانيا رسالته بالتأكيد على أن الأمل لا يزال ممكنًا، حتى في أكثر الأوقات ظلمة، مشيرًا إلى أن التاريخ الإنساني يثبت أن التضامن والتعاون قادران على تجاوز أقسى الأزمات. ودعا الجميع إلى جعل قيم الرحمة والوحدة نهجًا يوميًا، وليس مجرد شعارات موسمية، من أجل مستقبل أكثر سلامًا للأجيال القادمة.


