كتب : دينا كمال
محادثات برلين تدخل يومها الثاني وسط تنازلات أوكرانية وتمسك روسي
تتجه الأنظار اليوم الاثنين إلى برلين، حيث يُنتظر انطلاق اليوم الثاني من المحادثات المكثفة التي تجمع الوفد الأميركي مع نظرائه الأوكرانيين وحلفاء كييف الأوروبيين.
وفي وقت وصف فيه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يترأس الوفد إلى جانب جاريد كوشنر، المناقشات التي عُقدت أمس بأنها إيجابية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده للتخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مقابل الحصول على ضمانات أمنية أميركية وأوروبية تُقر رسميًا.
غير أن عدداً من القضايا الخلافية الجوهرية ما زال دون حسم، أبرزها رفض أوكرانيا المقترح الأميركي القاضي بسحب قواتها من أجزاء من إقليم دونباس الشرقي الخاضعة حاليًا لسيطرتها.
كما طالب مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون بتوضيح موقف الولايات المتحدة إزاء أي خرق روسي محتمل لاتفاق السلام، أو في حال شنت موسكو هجومًا جديدًا على الأراضي الأوكرانية.
ومن المقرر أن تشكل مسألتا التنازل عن الأراضي والضمانات الأمنية محور النقاشات الرئيسية خلال جلسات اليوم.
وفي هذا السياق، وصف مصدر مطّلع على محادثات أمس الأحد الأجواء بأنها كانت صعبة، مشيرًا إلى أن الجانب الأميركي أبدى تمسكًا واضحًا بمسودة مقترح السلام، التي تتألف من 20 بندًا، وتتضمن تنازل كييف عن إقليم دونباس.
ورغم التوصل إلى توافق حول بعض النقاط، من بينها تحديد قوام الجيش الأوكراني في زمن السلم عند 800 ألف جندي، رفضت كييف مطلب التخلي عن مناطق في إقليم دونيتسك لا تزال تحت سيطرتها.
وأكد زيلينسكي مرارًا أن مسألة التنازل عن الأراضي تُعد شديدة الحساسية والجدل، موضحًا أن الدستور الأوكراني لا يجيز للرئيس اتخاذ قرار من هذا النوع، وأن الكلمة الفصل تعود إلى الشعب عبر استفتاء عام.
في المقابل، أعدّت بريطانيا وفرنسا وعدد من العواصم الأوروبية خططًا تفصيلية لدعم أوكرانيا، شملت بحث إمكانية نشر قوة طمأنة داخل البلاد، وناقشت هذه التصورات مع مسؤولين عسكريين أميركيين، في حين لم تتخذ واشنطن بعد قرارًا سياسيًا نهائيًا بشأن حجم وطبيعة دعمها.
وعلى الجانب الروسي، ظل الموقف دون تغيير، إذ أعلن مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف أن موسكو ستعارض بشدة إدراج أي مقترحات أوكرانية أو أوروبية ضمن خطة السلام.
وشدد أوشاكوف على أن أوكرانيا لن تتمكن من استعادة شبه جزيرة القرم، ولن تحصل على عضوية حلف شمال الأطلسي، كما رجّح اعتراض بلاده على أي بنود تنص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إقليم دونيتسك.
وكان مسؤولون روس قد أكدوا مرارًا تمسك موسكو بالسيطرة على إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، معتبرين ذلك خطًا لا يمكن التراجع عنه في أي تسوية سياسية مقبلة.


