كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت الصين عن استراتيجيات وخطط اقتصادية جديدة تهدف للاستعداد لما وصفته بـ«حرب اقتصادية طويلة الأمد» مع الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل توترات متصاعدة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
وقال مسؤولون صينيون إن العلاقات التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة تشهد ضغوطًا متزايدة إثر فرض واشنطن لعدد من الرسوم المتبادلة والعقوبات التقنية على شركات صينية، ما دفع بكين إلى وضع خطط شاملة لتعزيز التنافسية الاقتصادية والتكيف مع سيناريوهات تصعيد اقتصادي طويل الأمد.
وتشمل هذه الخطط توسيع الاستثمارات في التكنولوجيا المحلية، دعم الصناعات الاستراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة النظيفة، والرقمية، وتعزيز الاعتماد الذاتي على سلاسل التوريد الحيوية لتقليل التأثر بالصدمات الخارجية. كما تسعى الصين إلى زيادة تنويع شركائها التجاريين خارج نطاق الاقتصاد الأمريكي الأوروبي، والتركيز أكثر على الأسواق الآسيوية والأفريقية واللاتينية كجزء من خطة أوسع لتحقيق استقرار اقتصادي طويل المدى.
وتعتبر الصين أن المنافسة الاقتصادية مع الولايات المتحدة ليست مجرد نزاع مؤقت، بل تحدٍ طويل الأمد يتطلب تغييرات هيكلية في السياسات الاقتصادية والتعليمية والابتكارية، بما يعزز من مرونة الاقتصاد الصيني ويقلل الاعتماد على الواردات والتقنيات الأجنبية الحسّاسة.
من جانبه، يشير خبراء اقتصاديون إلى أن هذه الاستعدادات تعكس فهمًا متناميًا لدى بكين بأن العلاقات التجارية الدولية قد تشهد تحولات جذرية في السنوات القادمة، وأن المنافسة بين القوتين ستتجاوز الرسوم والعقوبات لتشمل مجالات التكنولوجيا، الأمن الغذائي، الطاقة، والاستثمار في البنية التحتية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تعديلات في تحالفات التجارة والاستثمار، بينما يفرض صناع القرار في كلا البلدين سياسات تهدف للحفاظ على مصالحهما الاقتصادية والاستراتيجية وسط منافسة محتدمة.
في المقابل، يراقب المستثمرون في الأسواق العالمية هذه التحركات عن كثب، مع توقعات بتأثيرات محتملة على سلاسل التوريد وأسعار السلع الأولية والتكنولوجية، بينما يستعد الطرفان لتحولات طويلة الأمد في شكل العلاقات الاقتصادية الدولية.


