كتب : دينا كمال
لقاح جديد يحقق حماية قوية من الحساسية المفرطة
نجح فريق بحثي بقيادة معهد باستور بجامعة باريس في ابتكار لقاح يُحفّز إنتاج أجسام مضادة للجلوبولين المناعي E لدى الفئران، ما أدى إلى الوقاية من الحساسية المفرطة المرتبطة به، دون ظهور أي تفاعلات سلبية خلال عام كامل من المتابعة.
و تُعد الحساسية والصدمة التحسسية من الحالات التي تُسبب إزعاجًا شديدًا وقد تهدد الحياة، بينما يُعتبر الجلوبولين المناعي (IgE) العامل الرئيس في هذه التفاعلات، خاصة عند الحساسية تجاه بعض الأطعمة.
وفي تفاصيل الدراسة المنشورة في مجلة Science Translational Medicine، استهدف اللقاح الجلوبولين المناعي البشري، ونجح في توفير حماية طويلة الأمد ضد الحساسية المفرطة داخل نماذج الفئران. وصمم الباحثون لقاحًا مترافقًا يُحفّز إنتاج أجسام مضادة عالية الارتباط تجبر IgE الحر على الدخول في وضع خامل يمنعه من إثارة ردود الفعل التحسسية.
وأظهرت الفئران المُؤنسنة المستخدمة في التجربة قدرة على إنتاج أجسام مضادة للجلوبولين المناعي البشري، كما بيّنت النتائج أن التطعيم ولّد استجابة فعالة تحدّ من التفاعل التحسسي.
وفي اختبارات الحساسية الجلدية، سجّلت الحيوانات المُلقحة انخفاضًا في النفاذية الجلدية وتراجعًا في تحلل الخلايا البدينة المسؤولة عن إطلاق الهيستامين والإنزيمات، مقارنة بالمجموعة الضابطة بعد التعرض للمستضد.
كما تراجعت بشكل ملحوظ علامات الحساسية المفرطة لدى الفئران المصابة بحساسية الفول السوداني بعد تلقيها جرعة مرتفعة من مضادات IgE المتعددة النسائل، ما أظهر فعالية اللقاح في السيطرة على التفاعل التحسسي.
وتشير النتائج إلى أن الخلايا البدينة لدى الفئران المُلقحة احتفظت بكفاءتها، فيما يخطط الباحثون للانتقال إلى تجربة اللقاح في نموذج لعدوى طفيلية متعددة الخلايا، وهي فئة تُستهدف عادة بكل من IgE والخلايا البدينة.
ويجعل غياب الآثار السلبية مع القدرة على كبح الحساسية المفرطة، لقاح IgE-K مرشحًا علاجيًا واعدًا، إذا أمكن إثبات فعاليته عند تطبيقه على البشر مستقبلًا.


