كتب : دينا كمال
نزلة برد قد تنتهي بالتهاب رئوي.. تحذير من مخاطر فيروس الأنف
قد يعتقد كثيرون أن نزلات البرد المتكررة مجرد وعكة صحية عابرة لا تستدعي القلق، إلا أن الواقع قد يكون أكثر خطورة، إذ يقف خلفها أحيانًا فيروس يُعرف بـ«فيروس الأنف»، القادر في بعض الحالات على التحول من سبب لزكام بسيط إلى عامل مؤدٍ لالتهاب رئوي حاد.
تشير تقارير طبية إلى أن فيروس الأنف يُعد من أكثر مسببات العدوى التنفسية شيوعًا حول العالم، لكن خطورته الحقيقية تظهر عند الفئات الأكثر هشاشة، مثل الأطفال وكبار السن ومرضى ضعف المناعة، حيث قد تتطور العدوى لديهم إلى مضاعفات تهدد الحياة.
ما هو فيروس الأنف ولماذا قد يصبح خطيرًا؟
ينتمي فيروس الأنف إلى عائلة الفيروسات الصغيرة سريعة الانتشار، ويصيب الجهاز التنفسي العلوي بشكل أساسي، كما ينشط في درجات حرارة معتدلة، ما يفسر انتشاره الواسع خلال فصلي الخريف والشتاء.
تحدث العدوى غالبًا عبر الرذاذ المتطاير أثناء السعال أو العطس، أو من خلال لمس الأسطح الملوثة، وبمجرد دخوله إلى الأنف أو الحلق يبدأ في التكاثر، مسببًا أعراضًا أولية مثل العطاس، وسيلان الأنف، واحتقان الحلق، وارتفاعًا طفيفًا في درجة الحرارة.
ورغم أن هذه الأعراض تختفي عادة خلال أيام، فإن إهمالها لدى بعض الأشخاص قد يسمح بانتقال العدوى إلى الجهاز التنفسي السفلي، ما يؤدي إلى التهاب رئوي يحتاج إلى تدخل طبي عاجل.
متى تتحول نزلة البرد إلى التهاب رئوي؟
في الوضع الطبيعي، يتمكن الجهاز المناعي من السيطرة على فيروس الأنف بسهولة، إلا أن ضعف المناعة، أو سوء التغذية، أو التعرض الطويل للبرد والرطوبة، قد يمنح الفيروس فرصة للانتشار داخل الرئتين.
عند هذه المرحلة، تبدأ أعراض أكثر خطورة في الظهور، مثل ضيق التنفس، والسعال الشديد، والإرهاق العام، وقد تصل الحالة في بعض الأحيان إلى فشل تنفسي، خاصة لدى الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.
العدوى المشتركة تزيد حدة الخطر
في بعض الحالات، لا يكون فيروس الأنف هو المسبب الوحيد، إذ قد تتزامن الإصابة به مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي أو كورونا، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الالتهاب وتسريع تدهور حالة الرئتين.
وتسهم الأجواء الباردة والأماكن المغلقة سيئة التهوية في زيادة فرص هذا النوع من العدوى المشتركة خلال فصل الشتاء.
التشخيص والعلاج
لا يتوافر حتى الآن علاج مضاد مباشر لفيروس الأنف، لذلك يعتمد العلاج على تخفيف الأعراض ودعم الجهاز المناعي، من خلال الراحة التامة، وتناول السوائل الدافئة، وخفض الحرارة، وتحسين التهوية.
في الحالات الشديدة، قد يلجأ الأطباء إلى استخدام موسعات للشعب الهوائية أو أدوية داعمة للتنفس، مع التشديد على أهمية التوجه للطبيب فور ظهور علامات الخطر مثل صعوبة التنفس أو استمرار الحمى لعدة أيام.
كيف تحمي نفسك وأطفالك؟
يمكن تقليل خطر الإصابة ومضاعفاتها من خلال الالتزام بإجراءات وقائية بسيطة، أبرزها غسل اليدين بانتظام، وتجنب لمس الوجه دون تعقيم، واستخدام المناديل عند السعال أو العطس، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.
كما يُنصح بالاهتمام بالتغذية السليمة الغنية بالفيتامينات، وتدفئة الجسم جيدًا، والابتعاد عن التدخين، مع سرعة استشارة الطبيب عند ظهور أعراض غير معتادة.
لماذا لا يوجد لقاح؟
يواجه العلماء صعوبة كبيرة في تطوير لقاح فعال ضد فيروس الأنف، نظرًا لوجود أكثر من مئة نوع مختلف منه، ما يجعل الوقاية المعتمدة حاليًا قائمة على تجنب العدوى ودعم المناعة بدلًا من التطعيم.


