كتب : دينا كمال
قصف إسرائيلي مكثف شرق وجنوب غزة وسط بحث عن مقاتلي حماس
شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة شرقي مدينة غزة، وتركّز القصف بشكل خاص على حيّ التفاح، الذي يتعرض منذ ساعات لقصف عنيف ومتواصل، من دون الإعلان عن طبيعة الأهداف المستهدفة، علمًا أن المنطقة تقع ضمن ما يُعرف بالمنطقة الصفراء الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وفي جنوب القطاع، أطلقت الدبابات الإسرائيلية عدة قذائف مدفعية طالت مناطق متفرقة في المنطقة الفاصلة بين محور موراج ومنطقة المواصي، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الدبابات والزوارق الحربية التي اقتربت من سواحل مدينة رفح، بمشاركة الطائرات المسيّرة، بحسب إفادات ميدانية.
وأكد شهود عيان أن الطيران الإسرائيلي نفّذ غارات استهدفت خمسة مواقع في مناطق مختلفة بمحافظة رفح، لا سيما في محيط حيّ الجنينة، في ظل عمليات بحث متواصلة ينفذها الجيش الإسرائيلي عن مقاتلي حركة حماس داخل أنفاق المدينة.
وعلى الصعيد الإنساني، تتفاقم معاناة النازحين مع الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة، في ظل افتقار الخيام إلى الحد الأدنى من وسائل الحماية من برد الشتاء أو حر الصيف، حيث لا تزال آلاف العائلات تفترش الأرض وتلتحف السماء.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر مصرية بأن الوسطاء يمارسون ضغوطًا على الجانب الإسرائيلي للسماح بإدخال غرف سكنية متنقلة لإيواء العائلات، خصوصًا تلك التي تضم مرضى يعانون أوضاعًا صحية حرجة. ورغم السماح بإدخال مساعدات إنسانية وغذائية عبر معبر كرم أبو سالم لصالح جهات إغاثية إقليمية، وتسليمها للهلال الأحمر الفلسطيني لتوزيعها على النازحين، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن هذه المساعدات لا تلبي احتياجات حتى منطقة واحدة في القطاع.
وأشار المكتب إلى استمرار عمليات البحث عن جثامين لا تزال تحت الأنقاض، في ظل نقص حاد في المعدات الطبية ووسائل البحث والإنقاذ.
ويأتي هذا التصعيد في ظل خروقات شبه يومية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه منذ العاشر من أكتوبر الماضي، بالتزامن مع مساعٍ أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام، وسط تأكيدات إسرائيلية بأن هذه المرحلة ستكون معقدة.
وكانت إسرائيل قد أكدت في وقت سابق أنها لن توافق على الانتقال إلى المرحلة التالية قبل معالجة ملف مقاتلي حركة حماس الموجودين في رفح، والذين لا يُعرف عددهم بدقة، فيما تُقدّر مصادر أمنية عددهم بنحو 200 مقاتل.


