كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
:
تعتبر حرقة المعدة شعورًا شائعًا ومؤقتًا بعد تناول الطعام، لكنها قد تتحول إلى مشكلة صحية مزمنة لدى البعض، تُعرف باسم الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل مريء باريت، وهو تغير في بطانة المريء السفلي يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان. وتشير الدراسات إلى أن حوالي 10% من المصابين بالارتجاع المزمن قد يصابون بمريء باريت، وبين هؤلاء، تتراوح نسبة من يصابون بالسرطان بين 3% و13%.
متى يصبح الارتجاع الحمضي خطيراً؟
الخطر الحقيقي للارتجاع لا يكمن في حرقة الصدر أو الحلق، بل في التدفق العكسي المستمر للحمض إلى المريء. العضلة العاصرة المريئية السفلية، أو “بوابة الحمض”، عادة تمنع الحمض من الخروج من المعدة، لكن ضعف هذه البوابة بسبب نقص المغنيسيوم، التوتر، قلة النوم، الجفاف، وتناول وجبات متأخرة قد يؤدي إلى تسرب الحمض، ما يهيج بطانة المريء الحساسة، ويؤدي إلى التهاب وتآكل الخلايا، وتغيرات نسيجية تُعرف بمريء باريت.
مع استمرار هذه العملية، قد تتطور الحالة إلى خلل التنسج، المرحلة التي تسبق سرطان المريء مباشرة. وتشير الخبرات إلى أن الرجال أكثر عرضة لهذه المخاطر بسبب سرعة استهلاك المغنيسيوم، وزيادة الدهون الحشوية، واتباع أنماط غذائية غير صحية.
العلامات التحذيرية لارتجاع المريء المزمن
تتضمن العلامات التي تشير إلى أن الارتجاع أصبح خطيراً:
حرقة المعدة المتكررة أو الشديدة
الشعور بالحرقة حتى بدون تناول الطعام
صعوبة البلع أو شعور الطعام “عالقًا”
بحة الصوت المزمنة
السعال المستمر
تنظيف الحلق المتكرر
شعور بوجود كتلة في الحلق
ظهور قرح في الحلق أو الفم
3 طرق أساسية للوقاية من الارتجاع
رقم 1: قاعدة الثلاث ساعات
تجنب تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل، لتقليل الضغط على المعدة ومنع ارتجاع الحمض أثناء النوم.
رقم 2: تقوية بوابة الحمض
المحافظة على صحة العضلة العاصرة للمريء من خلال تقليل التوتر، النوم الكافي، والحفاظ على مستوى المغنيسيوم، ما يساعد على منع التسرب الحمضي إلى المريء.
رقم 3: تعديل النظام الغذائي
تجنب الأطعمة الدهنية والحارة والمقلية
تقليل المشروبات الغازية والكافيين
تناول وجبات صغيرة ومتوازنة
الابتعاد عن الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل
هذه الخطوات الأساسية تساعد في الحد من ارتجاع المريء، حماية بطانة المريء، وتقليل خطر المضاعفات المزمنة، وتساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.


