كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلن رئيس الاتحاد التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي، استقالته رسميًا من منصبه، في خطوة جاءت وسط سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه تونس، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط النقابية والسياسية. ويعتبر الاتحاد التونسي للشغل من أقدم وأهم المنظمات النقابية في البلاد، وله دور كبير في الدفاع عن حقوق العمال والمساهمة في الحوار الوطني حول قضايا الشأن العام.
وأكد الطبوبي خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم أن الاستقالة تأتي بعد تقييم شامل للوضع الداخلي للاتحاد، وضغوط متعددة من الأطراف المختلفة، مشيرًا إلى أن قراره يهدف إلى إتاحة الفرصة لتجديد القيادة ومواصلة مسيرة الدفاع عن حقوق العمال بشكل أكثر فاعلية. وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب قيادة جديدة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية بفعالية.
وتأتي استقالة الطبوبي في وقت تشهد فيه تونس أزمة اقتصادية حادة، وتصاعد الاحتجاجات الاجتماعية، وارتفاع معدلات البطالة وتراجع القدرة الشرائية، وهو ما يضع الاتحاد النقابي تحت ضغط كبير للتفاعل مع مطالب الشارع والمساهمة في إيجاد حلول عملية. ويؤكد مراقبون أن هذه الأزمة تضاعف من صعوبة قيادة الاتحاد في المرحلة المقبلة، خاصة مع تزايد التوتر بين السلطة والنقابات حول القوانين الاقتصادية والاجتماعية.
وقد أثارت الاستقالة ردود فعل متباينة داخل الأوساط السياسية والنقابية، حيث رأى بعض المحللين أن القرار يمثل فرصة لإعادة هيكلة الاتحاد وتعزيز دوره في الدفاع عن العمال بشكل أكثر استقلالية وفعالية، بينما اعتبر آخرون أن الاستقالة قد تزيد من حالة الغموض والفراغ القيادي في لحظة حرجة تمر بها البلاد.
ويذكر أن نورالدين الطبوبي تولى رئاسة الاتحاد التونسي للشغل لعدة سنوات، وكان له دور بارز في إدارة الحوار الاجتماعي والمفاوضات مع الحكومات المتعاقبة حول الأجور والشروط الاجتماعية للعمال، كما شارك في مبادرات وطنية لتعزيز الاستقرار الاجتماعي والسياسي. ومع ذلك، واجه خلال فترة قيادته انتقادات داخلية بسبب أساليب إدارة الاتحاد وطريقة التعامل مع الأزمات الداخلية والخارجية.
وتشير التقديرات إلى أن الاتحاد سيبدأ عملية انتخاب قيادة جديدة في الأشهر المقبلة، وسط توقعات بأن تشهد المرحلة القادمة تغييرات مهمة في السياسات والنهج النقابي، بما يعكس تطلعات العمال ومطالب المجتمع المدني في تونس.


