كتب : دينا كمال
دواء شائع للهربس يزيد تدهور ألزهايمر المبكر
أظهرت دراسة حديثة أن دواء “فالاسيكلوفير”، المستخدم لعلاج عدوى فيروس الهربس البسيط، قد يزيد التدهور المعرفي لدى مرضى ألزهايمر في مراحله المبكرة.
وأجرى باحثون من معهد نيويورك الحكومي للطب النفسي ومركز جامعة كولومبيا الطبي، بالتعاون مع مؤسسات بحثية أميركية أخرى، دراسة شملت 120 مشاركًا، حيث تلقى بعضهم الدواء لمدة 78 أسبوعًا، فيما تلقت المجموعة الأخرى دواءً وهميًا. وسجلت المجموعة التي تناولت “فالاسيكلوفير” تراجعًا معرفيًا أكبر مقارنة بالمجموعة الوهمية.
وانطلقت فرضية البحث من دلائل تشير إلى أن بعض الأمراض المعدية قد تسهم في نشأة ألزهايمر، ومن أبرزها فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1)، الذي يمكنه البقاء كامناً في الجسم بعد العدوى الفموية، ثم الوصول إلى الدماغ واستقراره في النواة الزرقاء قبل الانتقال إلى الفص الصدغي.
وكشفت الأبحاث العصبية أن مرض ألزهايمر يتميز بتراكم لويحات بيتا أميلويد وتشابكات تاو الليفية العصبية، وربطت نماذج حيوانية إصابة الخلايا العصبية بفيروس HSV-1 بانخفاض بروتين طليعة الأميلويد وزيادة تراكم بيتا أميلويد، إلى جانب ارتفاع فسفرة بروتين تاو.
وأظهرت الدراسات التشريحية لمرضى ألزهايمر وجود الحمض النووي لفيروس HSV-1 في نحو 90% من لويحات الأميلويد، مع ارتباط حوالي 72% من إجمالي الحمض النووي الفيروسي بهذه اللويحات.
وجرب الباحثون أدوية مضادة للفيروسات مثل “أسيكلوفير” و”بنسيكلوفير” و”فوسكارنيت”، والتي تقلل الحمل الفيروسي وتحد من تراكم بيتا أميلويد وتاو المفسفر، ما شجعهم على اختبار “فالاسيكلوفير” كعلاج مساعد محتمل.
وأجرى الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي وفحص مؤشرات الأميلويد وتاو عند بداية ونهاية الدراسة، ووجدوا أن تدهور الأداء المعرفي كان أكبر لدى مجموعة “فالاسيكلوفير”، مع انخفاض درجات الأداء الوظيفي اليومي في المجموعتين دون فروق ذات دلالة إحصائية في التصوير الدماغي.
وخلص البحث إلى أن “فالاسيكلوفير” لم يحقق تحسناً معرفيًا في المراحل المبكرة من ألزهايمر، بل ارتبط بتدهور أكبر، ما دفع الباحثين للتوصية بعدم استخدامه في هذه الفئة، مع التأكيد على أن الأسباب الكامنة وراء هذا الأثر السلبي لا تزال غير واضحة وتستدعي مزيدًا من البحث.


