كتب : دينا كمال
علماء يكتشفون سبب موت خلايا الدماغ المبكر لدى الأطفال
كشفت دراسة حديثة عن سبب الوفيات المبكرة بين الأطفال، وهو ارتفاع عالمي يثير قلق الأطباء. وأظهرت التجارب أن طفرة جينية نادرة تسبب “التنكس العصبي” وتؤدي إلى موت خلايا الدماغ، ما قد يرتبط أيضًا بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون وهنتنغتون.
وقاد فريق بحثي من مركز هيلمهولتز ميونخ دراسة على الفئران، بينت أن الطفرات في الجين المسمى GPX4 تؤدي إلى التهاب تدريجي وموت الخلايا العصبية. وفي خلايا دماغية بشرية مستزرعة مخبريًا من مرضى يحملون الطفرة نفسها، ماتت الخلايا بطريقة مشابهة، حيث حفّز موت الخلايا الحديدي تراكم الحديد وتلف أغشية الخلايا بفعل الأكسدة.
وأظهرت تحليلات البروتينات الصادرة عن الخلايا العصبية أن هذه الآلية تشبه موت الخلايا في أمراض الخرف، مما يربط بين موت الخلايا الحديدي والخرف، بما في ذلك الزهايمر. ويُعرف الاضطراب الوراثي النادر لدى الأطفال باسم خلل التنسج الفقري المشاشي من نوع سيداغاتيان (SSMD)، ويتميز بتشوهات دماغية وهيكلية حادة، وقد أودى بحياة العديد من الأطفال في مرحلة الرضاعة المبكرة.
وأشار الباحثون إلى أن تسلسل الجينوم كشف أن الطفرات في GPX4، المسؤول عن حماية أغشية الخلايا من التلف التأكسدي، تعطل آلية حماية الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى موتها. وركزت الدراسة على ثلاثة أطفال في الولايات المتحدة مصابين بالاضطراب نفسه، حيث أظهرت نتائجهم درجات متفاوتة من ضمور الدماغ.
وقالت عالمة البيولوجيا سفيينا لورينز: “تشير بياناتنا إلى أن موت الخلايا الحديدي يعد عاملاً رئيسياً في موت الخلايا العصبية، وليس مجرد أثر جانبي”. وأضافت: “تُظهر أبحاثنا أن تلف أغشية الخلايا هو المحرك الأساسي للتدهور العصبي، إلى جانب ترسبات البروتينات التي كانت محور الدراسات السابقة”.
وأوضحت الدراسة أن الخرف، عادةً ما يصيب كبار السن، لكنه قد يظهر نادرًا في الأطفال، ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة وتشوش القدرات الإدراكية، ويُرتبط بأكثر من 100 اضطراب جيني نادر عند الأطفال.


