كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أثار تصاعد التحركات العسكرية التركية في بحر إيجة وتوتر العلاقات الإقليمية تكهنات بشأن احتمال أن تشهد المنطقة مواجهة عسكرية بين تركيا وإسرائيل، في ظل تصاعد المنافسات الاستراتيجية وتحالفات متشابكة في شرق المتوسط.
وفقاً لمصادر إعلامية، فإن أنقرة عززت وجودها العسكري في مياه بحر إيجة، مما أثار مخاوف لدى تل أبيب وممثليها الإقليميين، خاصة مع تضاؤل المسافات بين التحركات التركية ومناطق نفوذ إسرائيل وتحالفاتها. وتشير التقديرات إلى أن هذا التحرك التركي قد يحمل رسائل سياسية وعسكرية مباشرة إلى إسرائيل، وهو ما أدى إلى تصاعد المشاورات بين إسرائيل، اليونان وقبرص لتنسيق المواقف ومواجهة أي تهديد محتمل.
في المقابل، تؤكد إسرائيل وحلفاؤها أن تعزيز تحالفها العسكري مع اليونان وقبرص يهدف إلى ردع تركيا ومنع أي محاولة لإعادة تشكيل ميزان القوى في المنطقة، لا سيما في ما يتعلق بالموارد البحرية ومسارات الطاقة في شرق المتوسط. ويُنظر إلى هذا التحالف الثلاثي على أنه جزء من استراتيجية لتقليل النفوذ التركي وضمان استقرار حلفاء تل أبيب داخل المنطقة.
وتعكس هذه التطورات حدة التنافس الاستراتيجي في شرق المتوسط، حيث تدعم كل من تركيا وإسرائيل تحالفات ومواقف عسكرية مختلفة، مما يرفع مستوى التوتر الإقليمي. وبينما يحث البعض على ضرورة تفادي التصعيد العسكري، يرى آخرون أن الحوار الدبلوماسي هو السبيل الأكثر أمانًا للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، وتفادي الانزلاق إلى مواجهة مباشرة قد يكون لها تداعيات واسعة على أمن المنطقة ككل.
المشهد الجاري في بحر إيجة ما يزال قيد المتابعة، إذ يحذر محللون من أن التحركات العسكرية وزيادة الاستعدادات القتالية قد تزيد من احتمالات وقوع اشتباكات غير مقصودة، وهو ما يدفع الأطراف الفاعلة في المنطقة إلى تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لتقليل مخاطر التصعيد في ميدان صعب تتداخل فيه التحالفات والمصالح القومية.


