كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تعتزم لجنة الأمن القومي الإسرائيلي اتخاذ خطوات لفرض عقوبات على جماعة “الإخوان المسلمين” داخل إسرائيل هذا الأسبوع، بالتوازي مع الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة بحق الجماعة وتصنيفها كمنظمة إرهابية، في إطار ما وصفته السلطات الإسرائيلية بمواجهة التهديدات الأمنية والأيديولوجية للجماعة.
وقالت مقررة لجنة الأمن القومي الإسرائيلي تسفيكا بوغل إن جدول أعمال المداولات يركز على خطوة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بتصنيف فروع جماعة الإخوان تنظيميًا كمنظمات إرهابية، والنظر في حظر الأنشطة المتعلقة بها داخل إسرائيل. وأضافت أنه وفق رؤية اللجنة، فإن ما يعتبره ترامب “تهديدًا حقيقيًا” لأمن الولايات المتحدة بسبب ارتباطات أيديولوجية مع الإرهاب، ينبغي أن يكون ذريعة لإسرائيل لاتخاذ إجراءات مماثلة.
وأشارت إلى أن هذا التوجه ينبع من اعتقاد في صفوف صناع القرار الإسرائيلي بأن ما هو “جيد” لإدارة الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب يجب أن يكون “أحق وأقوى” لإسرائيل أيضًا، في إشارة إلى التشابه المفترض في تهديدات الجماعة.
وتتركز المناقشات في اللجنة على الكشف عن الشبكات والفروع المحلية المرتبطة بالإخوان داخل إسرائيل، بما يشمل ما يسمى بـ”الحركة الإسلامية” بأقسامها المختلفة، والتي تمارس أنشطتها عبر جمعيات ومنظمات مدنية وحتى حزبًا سياسيًا ممثلًا في الكنيست، في إشارة إلى حزب “راعام” الذي يتزعمه منصور عباس.
كما يتضمن النقاش المقترح سن تشريعات أو أوامر إدارية لإعلان الكيانات المرتبطة بالإخوان كمنظمات غير قانونية أو إرهابية، وإغلاق المكاتب التي تُشتبه في دعمها أيديولوجيات الجماعة، في خطوة يرى مؤيدوها أنها تهدف إلى تفكيك البنية التحتية التنظيمية التي تسمح لها بالعمل علنًا في المجتمع الإسرائيلي.
وأكدت بوغل أن هناك توجهًا داخل اللجنة للدفع باتجاه تحرك إسرائيلي يتماشى مع الإجراءات الأمريكية، معتبرة أن الوقت قد حان لـكشف الأقنعة واتخاذ إجراءات صارمة ضد من تسميهم بـ”الذين يسعون لتقويض سيادة إسرائيل من الداخل”.
وتعكس هذه التحركات تصاعد الاهتمام الإسرائيلي في مواجهة ما تعتبره تهديدات أيديولوجية وأمنية تتعلق بأنشطة جماعة الإخوان، وقد تؤدي إلى تغييرات في المشهد القانوني والسياسي داخل إسرائيل إذا ما تم تبني العقوبات المقترحة في المداولات القادمة.


