كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
بحثت حركة حماس مع رئيس جهاز المخابرات التركي تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية، ومسار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، في لقاء يأتي ضمن سلسلة اتصالات إقليمية تهدف إلى احتواء التصعيد ووقف نزيف الدم، في ظل استمرار التوترات وتعقّد المشهد على الأرض.
وخلال اللقاء، استعرض وفد حماس رؤيته لمستجدات الوضع، مؤكدًا أن أي مسار سياسي جاد يجب أن ينطلق من وقف شامل لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين، وتهيئة الظروف لإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق. وشدد الوفد على أن استمرار العمليات العسكرية يزيد من معاناة السكان، ويقوض فرص الوصول إلى تهدئة حقيقية ومستدامة.
من جانبه، أكد رئيس المخابرات التركية موقف بلاده الداعم لجهود التهدئة، وحرص أنقرة على لعب دور فاعل في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، بما يسهم في خفض التصعيد وفتح نافذة أمل أمام الحلول السياسية. كما شدد على أهمية العمل المشترك مع الأطراف الإقليمية والدولية لضمان التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للقتال، ويمنع تجدد المواجهات في المستقبل القريب.
اللقاء تناول أيضًا الجوانب الإنسانية، حيث جرى التأكيد على ضرورة تسهيل دخول المساعدات الطبية والإغاثية، وضمان وصولها إلى مستحقيها، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها المدنيون. وتمت مناقشة آليات يمكن من خلالها تعزيز الجهود الإنسانية بالتوازي مع المسار السياسي، بما يخفف من حدة الأزمة المتفاقمة.
كما تطرق الطرفان إلى التحديات التي تعترض طريق وقف إطلاق النار، وفي مقدمتها غياب الضمانات الكافية لتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه، إضافة إلى تعقيدات المشهد السياسي وتداخل المصالح الإقليمية. وأكد وفد حماس أن أي تهدئة يجب أن تكون قائمة على أسس واضحة تضمن استمراريتها، وليس مجرد توقف مؤقت يعقبه تصعيد جديد.
التحركات التركية في هذا السياق تعكس استمرار انخراط أنقرة في ملفات المنطقة الحساسة، وسعيها للعب دور الوسيط القادر على التواصل مع مختلف الأطراف. ويأتي هذا اللقاء في وقت تتكثف فيه الاتصالات الدبلوماسية على أكثر من مستوى، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف القتال والتوصل إلى صيغة تهدئة تفتح الطريق أمام معالجة أوسع للأزمة.
ويُنظر إلى هذه المباحثات باعتبارها جزءًا من مسار طويل ومعقد، يتطلب توافقات متعددة وضمانات واضحة، في ظل تشابك الملفات السياسية والأمنية. ومع استمرار المشاورات، تبقى الأنظار موجهة نحو ما ستسفر عنه هذه الجهود، وما إذا كانت ستنجح في تحويل الحراك السياسي إلى خطوات عملية تُنهي التصعيد وتضع أسسًا لمرحلة أكثر استقرارًا.


