في واقعة إنسانية أثارت إعجاب رواد مواقع التواصل وأهل الحي في ولاية بورصة التركية، تحولت نزهة صباحية اعتيادية لسيدة مسنّة إلى تصرف بطولي أنقذ حياة 31 شخصًا من كارثة محتملة صباح الخميس 18 ديسمبر 2025.
انتبهت للخطر قبل وقوعه
في حي نيلوفر، لاحظت السيدة المسنّة أثناء ممارستها رياضة **المشي الصباحي وجود انزلاق غير طبيعي في جدار استنادي وممر مشاة خلف مسجد مولانا، قرب دورة تحفيظ القرآن. بدلاً من الاستمرار في طريقها كالمعتاد، سارعت إلى الاتصال بالجهات المختصة عبر دار الإفتاء بمنطقة نيلوفر لتحذيرهم من الخطر المحتمل.
إجراءات سريعة وأنباء سارّة
تحركت على الفور فرق الشرطة والدفاع المدني والإطفاء والبلدية إلى الموقع، وأغلقت الطريق أمام حركة المرور بعد الفحص الأولي الذي أكد احتمالية انهيار الجدار والممر في أي لحظة. وفي إطار الإجراءات الاحترازية، تم إخلاء دورة تحفيظ القرآن الملحقة بالمسجد، والتي كانت تضم 31 شخصًا من بينهم 16 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات و15 امرأة من الكادر التعليمي، دون تسجيل أي إصابات. كما تقرر إغلاق المسجد أمام المصلين بعد صلاة الظهر وتعليق الدراسة في المكان لحين استكمال الإجراءات الأمنية.
الانهيار بعد ساعات.. ولكن بلا ضحايا
بعد نحو 9 ساعات و45 دقيقة على البلاغ، انهار الجدار الاستنادي والممر فعلاً بشكل مفاجئ، وسقطا في الحديقة الخلفية للمسجد وعلى مبنى دورة تحفيظ القرآن بصوت قوي ومروع. لكن الحياة لم تُزهَق بفضل اليقظة المبكرة للسيدة المسنّة والاستجابة السريعة للجهات المختصة، إذ كانت المنطقة المعزولة قد تم إخلاؤها بالكامل قبل الانهيار، ولم يُسجَّل وجود أي شخص تحت الأنقاض.
وأكد رئيس جمعية مسجد مولانا، حامد كارا، أن الانهيار تسبب في أضرار مادية في المبنى وأجزاء من المسجد، لكنه شدد على أن البلاغ المبكر أنقذ أرواحًا كثيرة كان من الممكن أن تكون في خطر لو تأخر الإخلاء. وقال: “لولا بلاغ تلك السيدة لما كنا على علم بموعد الانهيار… الحمد لله لم نسجل أي إصابات أو وفيات.”
ردود فعل المجتمع
تفاعل سكان الحي وأهل المسجد والمارة مع الواقعة بإشادة واسعة بيقظة المسنّة وسرعة استجابة السلطات، معتبرين أن هذا الحدث يجسد قيم المسؤولية المجتمعية والاستجابة الجماعية للحفاظ على الأرواح. كما شكرت العديد من العائلات والجهات الرسمية السيدة التي أنقذت عشرات الأرواح دون تفكير، مؤكدين أن مثل هذه اليقظة قد تكون الفارق بين الحياة والموت في مواقف مماثلة.
وتحوّلت الواقعة إلى حديث محلي على نطاق واسع في بورصة ووسائل التواصل الاجتماعي في تركيا، حيث عبّر كثيرون عن تقديرهم للسيدة المسنّة التي لم تتردد في الإبلاغ عن الخطر، حتى لو بدا الأمر بسيطًا في البداية.


