كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس 18 ديسمبر 2025 أن ما يقرب من 80 ألف شخص لقوا حتفهم خلال رحلات الهجرة عبر العالم منذ عام 2014، في إحصاء يسلّط الضوء على حجم المأساة الإنسانية المرتبطة بحركات الهجرة غير النظامية.
وذكرت المنظمة في تدوينة على منصة “إكس” بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين أن العدد الحقيقي للوفيات قد يكون أعلى من ذلك بكثير، إذ أن معظم الضحايا لم يتم تحديد هوياتهم، مما يترك عائلاتهم في حالة من الترقّب وعدم اليقين الأبدي بشأن مصير أحبائهم.
ونشرت المنظمة عبارة مؤلمة في ختام تدوينتها: “لا ينبغي لأي رحلة أن تنتهي بمأساة”، مؤكدة ضرورة ضمان هجرة آمنة ومنظمة وتحسين الظروف التي تدفع الناس إلى الهجرة الخطرة.
أرقام وأسباب الخطر
تشير بيانات منظمة الهجرة الدولية (IOM) إلى أن عدد الوفيات على طرق الهجرة استمر في الارتفاع خلال السنوات الماضية، حيث سجّل عام 2024 قرابة 9 ألف وفاة على الأقل في محاولات عبور الحدود بطرق غير آمنة، وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ بدء التوثيق في 2014.
وتبقى الرحلات البحرية في البحر المتوسط وغيرها من الطرق الأكثر خطورة، إذ يشكّل الغرق ونقص المياه والغذاء والحوادث العنيفة الأسباب الرئيسية لوفيات المهاجرين، إلى جانب الظروف القاسية في الصحاري والمناطق النائية التي يسلكها الكثيرون في سعيهم للوصول إلى وجهات أكثر أمانًا وفرصًا حياة أفضل.
خلفية الأزمة
منذ اندلاع النزاعات في مناطق مثل سوريا وأفغانستان وأفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى التفاقم الاقتصادي في أجزاء من آسيا وأميركا اللاتينية، دفع آلاف الأشخاص إلى المخاطرة بحياتهم على طرق هجرة خطرة عبر البحار والصحاري للبحث عن السلام والعمل والفرص.
كما يشير تقرير IOM إلى أن البيانات المسجّلة تمثل فقط الوفيات التي تم تأكيدها والمعلنة، في حين أن الوفيات غير الموثّقة والمفقودين من المرجّح أن يضيفوا عشرات الآلاف إلى العدد الإجمالي الفعلي للضحايا.
دعوات لتحرك دولي
في ضوء هذه الأرقام، دعت منظمات دولية إلى عمل جماعي لتوفير مسارات هجرة آمنة وقانونية، وتكثيف الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة القسرية، بما في ذلك الصراعات والنزاعات المناخية والفقر المدقع، وذلك لتجنّب المزيد من الخسائر في الأرواح البشرية.


