كتب : دينا كمال
البرد القارس يودي بحياة رضيع في غزة ويرفع عدد الضحايا إلى 13
توفي رضيع، اليوم الخميس، متأثراً بموجة البرد الشديد التي تضرب جنوب قطاع غزة، في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة.
وأفادت مصادر طبية بأن الطفل سعيد عابدين، البالغ من العمر شهراً واحداً، فارق الحياة في منطقة مواصي خان يونس نتيجة الانخفاض الحاد في درجات الحرارة.
وبحسب المصادر ذاتها، ارتفع عدد الوفيات التي وصلت إلى المستشفيات جراء المنخفض الجوي والبرد القارس في قطاع غزة إلى 13 حالة.
وتعكس هذه الحصيلة خطورة الوضع الإنساني المتدهور، لا سيما على الأطفال والنازحين الذين يقطنون خياماً مهترئة تفتقر إلى الحد الأدنى من الحماية من البرد، في ظل انعدام المأوى ونقص الرعاية الطبية وغياب وسائل التدفئة بسبب شح الوقود.
ويأتي ذلك بالتزامن مع منخفض جوي عاصف، مصحوب بأمطار ورياح شديدة، زاد من معاناة السكان، خصوصاً في المناطق المكتظة بالنازحين.
وفي سياق متصل، حذرت الأمم المتحدة وأكثر من 200 منظمة إغاثة محلية ودولية من خطر انهيار العمليات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، إذا استمرت العراقيل المفروضة على عمل المنظمات الإنسانية.
وأكد بيان مشترك أن عشرات منظمات الإغاثة الدولية مهددة بإلغاء تسجيلها بحلول نهاية ديسمبر، ما قد يجبرها على إغلاق عملياتها خلال 60 يوماً، الأمر الذي سينعكس بشكل كارثي على توفير الخدمات الأساسية.
وأشار البيان إلى أن هذه المنظمات تدير أو تدعم غالبية المستشفيات الميدانية ومراكز الرعاية الصحية، إضافة إلى خدمات المياه والصرف الصحي، والمساعدات الغذائية، وبرامج دعم الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
كما أوضح أن القيود الإدارية والإجراءات التعسفية أدت إلى تكدس مساعدات غذائية وطبية ومواد إيواء بملايين الدولارات خارج قطاع غزة، دون السماح بإيصالها إلى المحتاجين.
وشددت المنظمات على أن إيصال المساعدات الإنسانية يجب أن يتم دون شروط أو اعتبارات سياسية، مؤكدة ضرورة السماح بوصول الإغاثة المنقذة للحياة إلى الفلسطينيين بشكل فوري.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، نص على إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة، إلا أن هذا الرقم لم يتحقق على أرض الواقع، وفق ما أكدته منظمات إغاثية.
ومنذ ذلك الحين، تدخل شاحنات المساعدات عبر معبر رفح، غير أن الإجراءات الأمنية وعمليات التفتيش المفروضة أسهمت في إبطاء تدفق الإغاثة بشكل ملحوظ.


